أيا درويش ُ ….. سامية خليفة

منبر العراق الحر :
أما علمْتَ أنَّ الشَّجنَ في بلادي
صارَ موضةَ العصرِ
وأنَّ الكفنَ الذي غطى صاحبَكَ
باتَ يغطّي الأمَّةَ
لا تحكِ عنْ أشجانِكَ
فكلُّها صارتْ تساوي ذرَّةً
من جبالِ حزننا
وتقولُ عن اسمِه بل قلْ عن أسماء
حتّى الجراح تضاعفتْ
الجراحُ الرّاعفةُ أخذتْ طريقَها في الاتِّساعِ
الطَّعناتُ كثُرَتْ
الحبّ تكتمُ بلداننا أنفاسَه
لكنّها لا تشجبُ المجازرَ والحروب
والمقاصلَ
العمرُ يا صديقي انطفأتْ شعلتُهُ
الشَّمس غابتْ في سكونٍ
والنُّجومُ عيونها انطفأت
الرَّصاصاتُ اخترقت قلب السَّماء
الطيور هاجرت
والشظايا أصابتْ صدرَ الفضاءِ
النُّجوم شدَّت رحالَها في هجرةٍ أبدية
يا صاحبي
أتحكي عنْ أمٍّ تكلى
لا تستغربْ فكلُّنا في ثكل مؤجّل
أتحكي عن المغترب الذي ضاعَ في الأحراج أو الصَّحارى
ونصبَ المضاربَ
نحن في أوطانِنا اغتربنا
وأفواهُ فقرائِنا سُدَّت ببيوتِ العناكبِ
يا صاحبي
أما زلتَ تُنادي على الأوطانِ كي تسمعك
الأمةُ ماتَ فيها الحبّ
لذا لن تسمعك
الأمَّةُ يا صاحِبي سُباتها تأصَّلَ
أحلامها الدجل
أمَّة بترت الخرافة فيها ساق الحقيقةِ
يا صديقي
تغلي في قلوبنا ثورات
الأعلامُ ستبقى منكَّسة حتى إشعارِ آخرِ شهيدٍ
قد يكونُ أنا أو أنتَ
والشهيد في بلداننا يُقتلُ بعدَ موتِهِ
مرَّاتٍ ومرّاتٍ
بقلمى _ سامية خليفة

اترك رد