منبر العراق الحر :
أنْ أنتميَ إلى مَعقلِ جنانِكَ وطني، أنْ أنثرَ أحلامي وشاحًا على ثراكَ ليبتلّ عشقًا من دموعي
السّاخنة، هو قراري أو ربّما هو قدري ، أنا العاشقةُ لأثلامِك، الناسكةُ في محرابِكَ، ما يئستُ قطُّ
وبذورُ قمحِكَ الغارقةُ في باطنِ أرضكَ تتلألأ آمالًا كلّما أشرقتْ عليها عيونُ الصّبايا شموسًا دافئة،
أو كلّما أبرقتْ من أساريرِكَ البسماتُ تهطلُ علينا مدرارةَ الخيرات. أيا وطني كيف أمسيتَ
المسجّى على سريرِ غيبوبةٍ طالَ أمدُها؟ هل اخترتَ الانفصالَ عن واقعٍ أرعنَ سيّجوكَ فيه بسدودٍ ؟
آهٍ يا وطني كم أرهقوكَ وأنتَ تلهثُ بلا جدوى عن ظلّكَ التائِهِ المسلوبِ منكَ حتّى أوقعوكَ في
فخاخِ السّراب! كفاكِ يا أنيابَ المتآمرين على وطني نهشا به وبنا حتى النّخاع.
لمحتهم بعين قلبي وهم يلبسونَك الكفنَ وأنتَ حيّ ترتعشُ بين أياديهم، كفنٌ حاكتهُ أيادي المكيدةِ
ليدفنوك مع شعبِكَ المقهورِ وأنتم أحياء، لمحتُهم بعينِ بصيرتي وهم يفتحونَ أبوابَ النّفاق يختبئون
خلفَ مرايا مبطّنة بأفاعٍ سمُّها الزّعافُ أهلكَ مواسمَ كادحيكَ !
الضّجيجُ الخارجُ عن سيطرتِكَ، يُفقدُ هديرَ بحارِكَ الصرخاتِ، فلا تستغربْ لِمَ لمْ تسلمْ بركُ دموعِ
ودمِ شعبِكَ البائسِ من بُحّة الحناجر .
بقلمي _ سامية خليفة/ لبنان