ذكرياتي مع فانوس بيتنا ….نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
حتى السادس الابتدائي لم يكن في بيتنا كهرباء.كان الضوء الذي يملأ الليل بسحر حكايات شهرزاد هو الفانوس.به اتلمس كل احلامي واضع مخيلتي في الشارع البطيء لحركته الناعسه وهو ينفث مع الضوء الأصفر دخانه.
كان ضوء الفانوس بوابة الولوج الى الليل بكل هواجسه المدهشة .كتاب الف ليلة وحكايات المنفلوطي ومجلات الوطواط وسوبرمان وعلاء الدين .مؤشر المذياع الذي ابحث فيه عن اغاني نجاة وفيروز وشامي كابور.
هذا الفانوس هو خرافة كل الاخيلة التي صنعت من طفولتنا الفقيرة هذا المجد الجميل من القصائد والقصص. انه تأريخنا واسطورتنا وحقيقتنا التي ظلت ترسم أشياءها بغيب الليل ودهشته. لهذا فأن هذا الفانوس السريالي يكاد أن يكون ملكا على كل ذكرياتنا .من تخيل اجساد الممثلات الى امنيات امتلاك الدمى.
هذا الساحر المضي الذي يصنعه زيت النفط وفتيلة عود الثقاب بدخانه الأسود يتحول الى ومضة ملونة كما اقواس قزح في حياتنا الماضية .
حياتنا التي لاتعود إلا من خلال الحسرة والدمعة والبوم الصور…………..!

اترك رد