منبر العراق الحر :
دعوني ابتدأ مقالي هذا بتعريف مازال حتى الآن مبهم على الاقل لما شهده العراق طوال العشرين عام المنصرمة وسجل تحت عنوان (البعض) … وهي فئة موجودة ومؤثرة بواقع اللا أفتراض ! مجهولة بواقع الحقيقة ! ينتسب لها كل فعل مشين يحول دون تقدم العراق خارجيا ويسعى لتأزيم ملف الخلافات داخليا ولعل الامثال قد لا تعد ولا تحصى اذا ما تحدثنا عن حقائق شهدها العراق ابتدأت من حرق مقرات الكورد في بغداد ولعبت أدوارا في تأزيم الوضع بكركوك وساهمت بإشعال فتيل الأزمة وإدارة ملف صراعات تنوعت مابين صراعات مذهبية وقومية وحتى دينية في بعض الأحيان على الأقل وللتذكير بما شهده العراق من تفجيرات طالت دور العبادة والمساجد والكنائس وحرق لقاعات أعراس وقتل على الهوية وأغتيالات مازالت حتى الان مسجلة بأسم مجهول !
شكل وجود أو تواجد( البعض) في عموم العراق حالة من اللا أستقرار أستمدت قوتها ودعمها من أطراف مشاركة في العملية السياسية مدعومة من أطراف خارجية حتى الآن مازالت مؤثرة وبالأخص في مناطق الخلاف الدستوري مابين بغداد واربيل … ليظهر (البعض) عنصرا أساس كلما اقتربت نقاط الالتقاء بين حكومتي العراق واقليم كوردستان ليحول عائقا أمام سعي الجانبين إلى التقارب في أغلب الأحيان ولعل وجوده الحاضر المبهم ! وأدواته عبر بعض الفضائيات والاقلام و المحللين كانت السبب الأساس في أيجاده حالة من الفوضى الخلاقة ! مستمدا بقائه من تلك الخلافات والصراعات التي تحولت من حقوق دستورية إلى تفسيرات خلافية !
حكومة السوداني هي الأقرب لتصفير الأزمات !
تشير الدلائل وفق معطياتها السياسة أن ثم تقارب كبير سجلته الاتفاقيات التي أبرمت مابين بغداد واربيل وتحديدا مابين حكومة محمد السوداني و مسرور بارزاني على أن جملة من المواضيع الخلافية التي كانت مؤجلة طوال عدة سنوات أصبحت فيما بعد محل نقاش فحلول تشارك بها الجانبان منها ما يخص عودة مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى كركوك ومنها ما يخص مواضيع النفط وموازنة الاقليم ومواضيع أخرى نوقشت ولم تكتمل لكنها كانت حاضرة وسجلت مواقف كبيرة على أثر العديد من الزيارات و اللقاءات بين الجانبين … و تمخض عن مجمل تلك الأحداث أمور أجمعت على أن الرؤى وفق الدستور مشتركة وهو أمر قد أثار حفيظة (البعض) الذي وكأنما يصر على خلق الأزمات وتدويرها .
الكرة في ملعب السوداني فهل يفعلها !
ليس من باب رد الجميل لان القاعدة السياسية في العراق و حكوماته بعد عام 2003 بنيت على اساس توافقات سياسية كان الكورد جزءا منها لم يتجزء وان أجلت حقوقهم الدستورية مرارا وان دفع (البعض) مرارا الى خلق المزيد من العقد والتي حالت دون وصول إقليم كوردستان وبغداد الى حلول في معظم الفترات التي سبقت حكومة السوداني ويبدو أن الأخير مُصر على طي صفحة الماضي للشروع بحاضر عنوانه تصفير الازمات يقابله بالاتجاه ذاته رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني مع مرعات عدم القبول بغير تطبيق بنود الدستور الذي صوت عليه الشعب منذ أن ولى عصر الدكتاتورية وحل محله نظام فيدرالي ديمقراطي جديد …ويبقى التساؤل قائما في ظل مجمل المعطيات التي تشهدها المنطقة برمتها و التي باتت على صفيح نار ملتهبة هل سيتكمن السوداني من تغليب لغة الحقوق وفق التفاهمات الدستورية مع الجانب الكوردي المؤيد له منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية وينسدل الستار على مفهوم (البعض) المؤيد الدائم للخلاف والبارع في صناعته وإيجاده إن لم يوجد !