منبر العراق الحر :
ذكرني الصديق عبد الأمير المجر بقصة الأغنية ( العجيبة ) غريبة الروح ، وهي واحدة من أناشيد الجنوب المصنوعة من بقايا نص ( عرك ) ويدثرها الحنين الشهي الى مدينة الناصرية.
ولكنه عرق المبدعين الذين يمسحون أرواحهم بماء الكأس فيصنعون لنا مطر العيون التي كلما تهل عليها كلمات القصيدة المغناة يزدادون فقرا وعشقاً وتنبؤات .ولعمري تلك اجمل الصفات…!
أغنية غريبة الروح التي كتبها الشاعر ( ابن الناصرية ) جبار الغزي ، كتبت في المنطقة الحرام مابين علاوي الحلة والكاظمين ، كتبها الشاعر لحظة الندم والاشتياق والحنان إلى المكان ( الناصرية ) والام وعتبة باب البيت التي تطل منها الحبيبة لترينا سحر جفون لم يخلق الله مثلها سوى ما كانت تمتلكه عيون أميرات أكد واور ولكش واريدو ولارسا …
الآن الروح الغريبة تهيم في فوضى الزمن الحضاري المُر لذائقتنا ولحظتنا التي نعيشها وقت ما نريد أن نطير في سماء الورقة الحالمة بالقصيدة أو القصة أو الرواية أو خاطرة الشوق لواحدة سمارها المختلط بضحكتها يساوي كل المناطق الرخوة الموجودة في الدستور الجديد…..!
هذه الروح التي تعيش غربتها إن كانت في الداخل أو الخارج كُتبَ عليها تلك القدرية لتنال الوجع بملعقة من ذهب..فيما الملاعق الأخرى من ذهب أيضا ولكنها لأفواه السُحت وسُراق بواخر غذاء الشعب والعاطلين عن التفكير وازدواجي الأحلام والذي يفكرون بعمر نوح كلما استوزرهم القدر في غفلته منذ أن صنع الملك السومري كلام ــ دك خوذة الحرب من الذهب الخالص وحتى اليوم …..!
يا ألهي إلى متى نبقى نعيش هاجس هذه الروح ، متى ينقطع اجترارنا للأحلام والأماني والدموع والهجرة القسرية .متى ينقطع نسل القتلة والغرباء واصحاب المسدسات الكاتمة للصوت وصناع جبهات الحروب والألوان المعتمة وكذابي الصلاة والمتاجرين ببساطة ومظلومية الناس العوام …
الروح الغريبة …يغنيها حسين نعمة ويعممها لنا بممنونية اليو توب فنعيش معها لحظة التخيل أننا نغرق في تلك الثمالة التي غرق فيها الشاعر المرحوم جبار الغزي وهو يكتب أغنية غريبه الروح …التي تعيد اليكَ الناصرية بكل تفاصيلها وجنونها ودهشتها الجنوبية الساحرة.
ر
منبر العراق الحر منبر العراق الحر