طقوس غائمة…..حنان عبد اللطيف

منبر العراق الحر :

كان في جعبته الكثير والكثير
من القداديس الرطبة
التي تهدئ من قلق الأيام العجاف
كتعويذة إلهية
مشغولة برضاب الفجر
وغناء الحصادين
تربت على كتف نوفمبر
عند كل أمر خاطف للدهشة
كتلك الهزة التي
تعرضت لها مدينتي صباح أمس
كم كنت مزدحمة بالإنطلاق
إلى معلقات شِعر
تناهز ياسمين دمشق
محطات تأخذني مني إلى ضجيج الصدى
و قوافل تأتي بي إلى عنق المدى
كم كنت مبللة بصلوات الغياب
ربما كان ينقصني صلاة استشفاء واحدة
تدهن جفاف المساءات الطويلة
بدفء حكايا الإنتصارات المزيفة القابعة
خلف تذكرتين و بقعة حلم
كأغنية بنفسجة تنتظر
قطرات المطر أن تتراقص لها انتشاءً
على نوافذ الشتاء
لم أشعر بأن اللاشيء
أكبر من رؤاي
و أن المسافة
بين مزدحمين لاتساوي
سرعة الحدث
مقسومة على زمن مغشوش بالنداء
ومضى كل شيء إلى غايته
تحسست فراغ ظلي من أبعاده
سموت فوق ثقوب الحنين
عدت إلى وطن صغير يسكنني
يشبه حلم أطفال بلادي
بأن يكون الغد مطرزاً بكتمان الوجع
ممتلئاً بأهازيج الصيادين ساعة هدوء العاصفة
و سرب فراش يحط على حيطان الوداعة
عند كل انزلاق
يا ابن قلبي
لم أقطف من أغصان الشعر
إلا بقايا خيال
أتعطر به عند كل خروج لي
من منعطفات الرماد
و ساعة للوقت
أشعلت رصيف الذاكرة
و وقفت على الحياد
تنتظر قصائد الشعر
أن ترمي بها في البعيد البعيد
لتصبح محض ذكرى
خلف سطور الأبدية
_ هامش
كل الذين يكتبون الشعر
تقطفهم المخيلة عن أغصان المستحيل
قوارير عطر
حبات نخيل
انهار بلا ضفاف
و ربما بحار بلا قيعان
فأين نحن …؟!
/ حنان عبد اللطيف

اترك رد