إني أنسى….سميرة البوزيدي

منبر العراق الحر :إني أنسى
أرمي كل شيء من نافذة دماغي
أمسح ذاكراتي بالماء
وألمع في اليوم التالي
كخاتم فضة!
قرأت على حافة الليل قصائد لموتى
أكلت معهم أرزا وحليبا
أخذت رسائلهم كلها
ووضعت أمنياتهم في صندوق
وسرت أنا وخيالك في الظلام !
زرني أيها الشعر
قلبي يفقع في الصقيع
ضعني في المهب
العواصف لعبتي
أشعر بالجوع فأفتح كتابا
أهضم الموسيقى بسرعة الضوء
أصوم عن الكلام لزمن
يكفي للحب أو القتل !
أخذت من الأيام مشيتها المائلة
ومن أمي الليونة والصمت
أخذت من قلبك رجفته
هل تصدق
رجفة كفيلة بكل هذا الحزن
والأفكار الناقصة!
هل تصدق أيضا
لازلت ساذجة ومثل نملة أذهب وآجي
في طريق الحياة
في طريق النمل.
دقت الساعة
تركتها تدق
هذا عملها
دق قلبي اسكته
هذا عملي .
كل وقت رهن الفراغ
أمشي واردد
أهل ذكري أهل محبتي
أهل زيادتي
لن أقول من أنا
يكفي أن تحدق في الكلمات
وتنصت للريح
أنا ذلك الزئير.
افتح نافذة على العتمة وأدق باب الليل
جارتي تقول هذه امرأة مخبولة
واصدقائي يضعون الحجارة في قدمي
وصغاري يشدونني من ثوبي الطويل
لكنني قرأت كتاب الوصايا
وتعلمت أن أمشي لوحدي بقدم معطوبة !
اقبل فمك
وعلى فمي ينبت قمر مطفأ
وكتاب حروفه كالأسماك الصغيرة
لاتتوقف عن الغرق.
كنت أحلم بالعيش في غابة
أطيل اظافر خيالي دون أن يكسرها أحد
أكتب على كل جذع قصة
وكم أحببت وكم مت
أضع في النهر بيضي ليفقس
واعلق حشائش قلبي في أبعد عش
ربما يمر طائري الذي أحب
لأتعلق بجناحيه وأطير.
في الشتاء تستيقظ شجرة الحنين
يسقط ورقها في القلب
ومن جذعها الشارد ينبت التيه
والغناء الطويل.
نافذتي تطل على النجوم،
وبابك في اتجاه البحر.
كتابي تقرأه الجنيات والهوام،
وكلماتك تحلق كالطيور
أعطيك أسمي أيها الزمن
أبيع لأجلك صوتي الجارح
أمشي على حواف الجرف
وأضيع في الحلقة المفرغة.
قال لها
الحزن في عيونك يسقط جبل
لهذا أنا آسير وجهك
وعلى بابك أعوي كذئب طوال الليل.
عرفت دائما
أن الموسيقى والفن أفيونات رائعة
أما الشعر فهو السم المقدس
من ذاقه تمزقت روحه
وعاش جسده ليحكي عن هذه القصة الحزينة.
سميرة البوزيدي

اترك رد