على سطح طين….د.حازم رشك التميمي

منبر العراق الحر :
ردائي من الغيم ِ هل أمطر ُ
ووجهي مواويلُ من أبحروا
تعبت ُمن الغائبينَ الذين َ
رموا لي َ وعدا ولم يحضروا
شوارعهم بدّلت ْ جلدَها
ولكنَّ هذا الفتى أسمر ُ
تخيّرَ سطحا على غرفةٍ
من الطين ِ ، في كفّه ِ دفتر ُ
يرى في المدينةِ ما لا يرونَ
لهذا المدينة ُ لا تكبر ُ ،
بعينيه ِ ، أنثى تصبُّ النجوم
كؤوسا .. كؤوسا ، ولا يسكر ُ
على مِعدة ٍ من بقايا الشتاءِ
يقضّي النهار َ ولا يشعر ُ
تصيحُ به ِ أمُّهُ بعد َ حين
ستأتي القصيدة ُ لو تصبر ُ
ويكتب ُ شيئا وأردانُه ُ
بما مسّحت ْ روحُه ُ تقطر ُ
يرى الروم روما سليمانهم
أبوه وخادمه أصفرُ
وكان عليًّا ، وما حولهُ
تماثيلُ تحرسُها خيبرُ
تلفّتَ نايا وما حيلةُ الناي حين الضجيجُ به يطبرُ
كحزن السكارى الندامى الذين
أفاقوا صعاليكَ بل أكثرُ
فهل ثم شعر وهذا الجدار
عليه مصائبنا أشعر ُ
وهل ثمَّ شعرٌ وهذا الفضاء
به ِ الشاعر ُ الفذُّ يُستصغرُ
وهل ثمّ طير ٌ يجيدُ الغناء
إذا ماتوارى بما ثرثروا
أبو الطيّبِ الآنَ مستوحدٌ
وكافوره بالمدى يكفرُ
ولا دير وردٍ فعاقولُهُ
من الوردِ أشباحُهُ تسخرُ
أمامكَ خلفكَ جوعُ النبيِّ
ودِين ودَينٌ ولا كوثرُ
ومن أين تأتيك َ شمس ُ الضحى
وفي كلِّ نافذة ٍ خنجر ُ
تسدُّ عن الريح ِ باب َ البلاد
لترتاح َ لكنّها تُكْسَرُ
وإنّ بحيطان ِ أرواحنا
صدوعا من الضيم ِ لا تُجُبر ُ
عثرنا على كوّة ٍ في الغيوم
وقلنا بلا شيءَ لو تمطر ُ
وقلنا كذلك َ لو نستفيق
من الحلم ِ لكنّه ُ أحمر ُ
وقلنا سنسهر ُ في كهفنا
فنامت كهوفٌ وكم نسهر ُ
وغابت ْ هداهدُنا في الغياب
وليس َ لبلقيس َ من يعبر ُ
وقالت ْ لنا نملة ٌ تعبرون
ولكنّ آصفَكم أعور ُ
سنعبرُ عكّازُنا نخلتان
ونهْر ٌ وعاشقة ٌ تنظر ُ
على الجرح ِ لا توقدوا جمرتين
فأمواتنا بعدُ لم يقبروا
نعم . هلّلوا للعراق ِ الطهور
وغنّوا الصباحات ِ واستبشروا
على الموت ِ لا تزرعوا السنبلات
فيوسفنا بيدر ٌ أخضر ُ
سيصفرُّ وجه ُ الزمان ِ الكئيب
ويذوي ولكنّنا نُزهِر ُ
ولا تخجلوا إنّ فجر َ العراق
جميل ٌ وما حوله ُ أغبر ُ

اترك رد