درب القصيد….شروق لطيف

منبر العراق الحر :
من بين الدروب وقفت
متحيرة اى درب ٍ فيها أسير
فوجدت دربا ً بنور يلوح
ووهج الضياء ِ عبر الأثير
فما كان إلا درب القصيد
أريجه جذبني بفوح العبير
فخِلت أن يكون مفروشا
بورد ٍ وكل أنواع ِ الزهور
لكن الورود كانت قاصية
تعلو فوق جبال التعبير
والمعاني كم كانت عتية
تفر كالظباء ِ من فوق الغدير
فصدمت من ذاك الشعور
وكم كان لحلقى بالمرير
فقلت أعود أدراجي فليس
هذا إلا بالدرب ِ العسير
فبدلا أن يجود على ّ بنسمة
قد لفحني بنار ِ الهجير
فأين هى الواحة التى بين
جنباتها أغفو بجفن ٍ قرير
فإذ بالحروف تلتف حولى
كفراش ٍ رقيق بخفة ٍ يطير
قائلات تجلدي ونحن سنبحر
معك ِ فى أعتى البحور
فكم حاولوا ونزفت بالدماء
أقدامُهم من قسى الصخور
لكن من يصبر إلى النهاية
فتهمى عليه بالغيث ِ الغزير
كصياد ماهر يصارع الموج َ
حتى يحظى بالخير الوفير
فهيا انهضى وترنمى ولا
تتأرجحى بين يأس ٍ وخور
وانسجى قصيدة ً بلحن ٍ تطرب
الآذان ُ منها فيعم ُ السرور
فهيا طيري فى الآفاق ناثرة ً
سمو الحس ِ وأرق الشعور
بمراجل الكلم تهتز المشاعر
فلتهبين بصدق الحرف الصدور
وتسقيهم سلافا ً بعذب قول ٍ
فيطفئ الغلة كماء ٍ نمير
فتطرب النفوس ُ وتذوب عشقا ً
ويمتد الغناء ُ حتى السحور
وجميل قولك سيبقى بإسمك
حيا ً مشرقا ً ليوم ِ النشور
شروق لطيف

اترك رد