منبر العراق الحر :
أمدّ يدي إلى بئر قلبي
يتفتت ظلك رماداً
حاول أن تكون أكثر ثباتاً في المرة المقبلة
ولأنك شاهق كنخيل
كانت أمنا القمر تخبئ نجماتها في عينيك
فلعنتك باقية
ولن تستطيع الاختفاء ياصديقي
في الأيام القليلة الماضية
صعدت الأحلام نحو السماء
هاهي غيمات تمطر
علها تُنبت قلبك المتيبس
في مجرة أخرى غير هذه
وزمن سالف غير هذا
كان لنا أبناء
وكوخ وسنديانات عملاقة
نهر يجري
و ذيول الأحلام تلاعبه
حمائم كثيرة
تحمل صوتك المبحوح في مناقيرها
ولأنك معاند كما أنت
أبيت التمرد
حتى خرجت روحك من المكان
كشهاب ارتطم بالأرض واحترقتما
الآن و هنا
ليس بيننا أبناء
وليس لنا كوخ أو بيت
السنديانة الوحيدة التي في بالي
تحتضر في قرية منسية
ليس لنا نوارس تصطاد غمّ قلبينا
ولا مرايا تعكس حزن ابتساماتنا
مامن هواتف تصوّر خطى اللهفة
ولا موازين تزِن فراغ الغد
ولا ساعات تقيس أثمان اللحظات المندلقة من أصابعنا
ليس لنا أرض ولاسماء
لانجوم نعدّها على أسطح مكشوفة
لاكروم نسرق عنبها ونغيظ نواطيرها
لاسنابل نعزف لها بأصابعنا رياح هوجاء
لارقص
لافرح
ولاحزن
لا شئ ولا كل شئ
لا لون يفي شبق الربيع
ولا نسائم نرجس توقظ الدوخى
لاسلام ولاحرب
لاحرف ولا غناء
لاموسيقا
مامن حياة تتقاطع
مامن شيء يُذكر
سوى قلبك بين كفيّ يحتضر
فهل لك أن ترأف به؟
وتنعشه بالتفاتة منك؟
رودي سليمان
سوريا