هل ما زلنا في السرداب يا ابو ياسين )… كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر :

تمر علينا الذكرى الـ19 لشهادة المفكر‘ والمجاهد الاسلامي عز الدين سليم ( ابو ياسين ).
رائد مشروع الدولة الانسانية بعد سقوط النظام‘ وهو اخر رئيس لمجلس الحكم الانتقالي.
تزعم حزب الدعوة_ فرع العراق.
كان الشهيد ( ابو ياسين ) يعيش في نزل كبير‘ من عدة طوابق ( شارع ولي عصر في طهران قرب المسرح الوطني).
خصص الطابق الارضي ( السرداب ) منه لمن انقطعت بهم السبل في ايران من العراقيين بغض النظر عن انتمائهم الفكري او العقائدي او الثقافي‘ يساريون ‘ وليبراليون ‘ واسلاميون ‘ وعوائل.
هويات مختلفة ومتعددة ونقاشات مفتوحة وعفوية.
كان يشترك فيها ابو ياسين مع ضيوفه‘ بعقل معزز بالفكر السياسي والثقافي المعتدل والمتوازن.
محصن بالعقيدة والوطنية الشجاعة.
حيث كانت لديه تصورات فكرية ناضجة تتعلق بالعمل السياسي المعارض.
كان يركز على بناء جبهة الذات ( الجبهة الداخلية )‘ لأنه يعتبرها الرصيد الحقيقي في نجاح اي عمل اجتماعي او سياسي.
احتفظ بعلاقات متوازنة مع جميع القوى السياسية الفاعلة في الساحة‘ لكنه كان اكثر قربا في تواصله وفكره مع ( شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ).
يعتبر من العناصر الوطنية التي رفضت الخضوع والاحتواء.
دخلت عليه مرة في دمشق وكنت اناقشه حول بعض الافكار السياسية‘ وعن مشاهدتنا لنسيج العنكبوت الذي كان يحاك لكن لم نكن نرى العنكبوتالذي تحول لاحقا الى تنين
تحدث عن مشروع السلطة القادمة بمعناها الشمولي
( المجتمع ‘ الدولة ‘ الحركات السياسية ‘ الدين ‘ الاصدقاء وكيف يتساقط بعضهم في الطريق)
قال لي اصعب شي في واقعنا ان تواجه الاخرين بالحقائق وبالوضوح وبالصراحة‘
لأنك تتعرض للانتقاد والرفض والاقصاء والاستعداء لكن مع ذلك عليك ان تتمسك بأرائك وافكارك.
حيث بقى لأخر ايامه مدافعا عن مبادئه وافكاره وقناعاته ونهجه الوطني.
وفي اخر مقابلة له مع ( الحاكم المدني بول بريمر )‘ كانت النقاشات بينهما حادة‘
قال له بريمر بلغة قاطعة هذه اخر مرة التقيك فيها‘ حيث تم بعدها استهدافه ( بصاروخ موجه ) اثناء دخوله احدى‘
بوابات المنطقة الخضراء وقيل انها سيارة مفخخة.
يذكر المرحوم مؤيد الكعبي هذه الحادثة يقول عندما كنا نحضر اجتماعات مجلس الحكم ‘ كان بريمر ( الحاكم المدني ) يحضر بعض هذه الاجتماعات لكن انا وعزالدين سليم لا نصافحه.
كانت تلك المرحلة هي مرحلة تصفية اصحاب الرؤوس الحارة .
وقد مرت تلك المرحلة من دون مراجعة وقراءة وكشف.
جرت العادة ان يتم الاحتفاء بذكرى شهادة الاشخاص حسب الانتماء الحزبي او العقائدي في حين ممكن ان تكون الشهادة من اجل الوطن بمثابة هوية وطنية جامعة .
حكاية ابو ياسين هي حكاية وطن لكن تم طمر هذه الحكاية ومما يؤسف له اننا من دون ذاكرة ولم نخرج من سرداب الاوهام القاتلة لذلك استخف بنا الاعداء ولن يتوقفوا عن اضعافنا وتشتيتنا
شكرا ابا ياسين لكل ما كان بيننا
من محبة وضمير وصدق ومروءة
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏لحية‏‏ و‏نظارة‏‏

اترك رد