منبر العراق الحر :
أفَتِّشُ عن غَيمةٍ
لا أدْرِي سَبَبًا لغِيابِها
كُنتُ أحَصِّنها
ب” الكهفِ”
مع كُلِّ جُمعةٍ .
سألتُ
فلم أجدْها
ضاعتْ
تلكَ التي سقيتُها مائي.
غابت
وتُهتُ ولم تسأل
فاتَ زمانٌ
طالَ فيهِ الغيابُ
يئستُ
شكوتُ غيابَها
فرجعتُ خائبةً
حفرتُ حفرةً عميقةً بلا نهايةٍ
أقمتُ فيها
لم أر غيرَ ظلامٍ
يليقُ بماءِ عَتَمَتِي
أغرقُ فيهِ
آمنتُ أنها النِّهايةُ
فاستكنتُ
سلَّمتُ المفاتيحَ
هدأتُ
حتى ألهِمْتُ صبرَ
أيُوبٍ
فجأةً
جاءَ نُورٌ
من فتحةِ شُبَّاكٍ
صنعتُهُ بيديَّ
لأطلَّ منهُ
على جَنَّةٍ
في خَيَالي
أراقِبُ
ذلكَ النُّورَ
الآتِي من بلادٍ بعيدةٍ
ليردمَ تلكَ الحُفْرةَ
التي أختبِىءُ فيها
ويبني لي قصْرًا
من أحلامٍ قد ماتتْ
من ألفِ سنَةٍ
سألتُهُ عن غيمتِي الغائبة
قال : ” عندي ”
أحتفظُ بها منذُ غيابِها .
رأيتُها
في كفَّيْهِ
تنظُرُ إليَّ
عاتبةً
احتضنتُها
لم أبارحْها
صرتُ أرعاها
حتى كبرتْ
وصرتُ أشربُ ماءَها الإلهيَّ العذْبَ
الذي عوَّضَني عن ألمٍ نخَرَ رُوحِي
حتَّى كادت تفيضُ.
٢٢ من أغسطس ٢٠٢٤م