منبر العراق الحر :
نجح ماكلارين في انتزاع الصدارة من الحظيرة النمسوية، حاملة اللقب في العامين الماضيين، مع نهاية جائزة أذربيجان الكبرى التي شهدت فوز سائقه الأسترالي أوسكار بياستري بالمركز الأول وحلول زميله البريطاني لاندو نوريس الذي انطلق من المركز الخامس عشر رابعا أمام فيرستابن، فضيّق بدوره الخناق على بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية في ترتيب السائقين.
تزامنت هذه النتائج مع خروج زميل “ماد ماكس”، المكسيكي سيرخيو بيريس من شوارع باكو بعلامة صفر بعد حادث تصادم جمعه مع سائق فيراري الإسباني كارلوس ساينز جونيور في اللفة 49 من أصل 51.
وفي وقت ارتقى ماكلارين إلى المركز الأول لدى الصانعين بفارق 20 نقطة عن رد بل المتراجع للثاني (476 مقابل 456)، قلّص نوريس الفارق بينه وبين فيرستابن إلى 59 نقطة قبل 7 مراحل من النهاية، و3 سباقات للسرعة (سبرينت)، حيث ما زالت هناك 207 نقاط متوفرة أمام المنافسين على اللقب العالمي.
شاهد فيرستابن هيمنته على البطولة العالمية، حيث فاز في 7 جوائز كبرى من العشر الاولى، تضمحل فغاب عن أعلى عتبة على منصة التتويج في السباقات السبعة الأخيرة، وتحديدا منذ فوزه بجائزة إسبانيا الكبرى في 23 حزيران (يونيو)، في حين تقاسم ماكلارين وفيراري ومرسيدس جوائز المركز الاول.
“سنعمل معا كفريق واحد والمعركة لم تنته بعد”، هذا ما قاله فيرستابن بعد احتلاله المركز الخامس في باكو، وتابع ابن الـ26 عاما “نفوز ونخسر كفريق، ولن نستسلم. الأمر بهذه البساطة”.
ورغم هذه الكلمات المشجعة، إلّا أنه من غير المرجح أن تتغير حظوظ الهولندي في شوارع حلبة مارينا باي في سباق لا يمكن التكهن بمجرياته هذا الأسبوع. فعادة ما يكافح فريق رد بل تحت الأضواء الكاشفة في سنغافورة، حيث لم يفز فيرستابن قط.
كما تزيد العواصف الاستوائية والرطوبة الشديدة والحواجز الخرسانية وسيارة الأمان والأعلام الحمراء من حالة عدم اليقين.
كانت جائزة سنغافورة الكبرى العام الماضي السباق الوحيد الذي فشل رد بل في الفوز به، حين اجتاز ساينز خط النهاية في المركز الأول حارما فيرستابن من تحقيق انتصاره الحادي عشر تواليا.
أما فوز بيريس، المتخصص في حلبات الشوارع، بسباق سنغافورة عام 2022، فكان أيضا الوحيد لرد بل على حلبة وسط المدينة منذ تتويج سائقه السابق الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم أربع مرات، في 2013.
– “خطوة هامة” –
من ناحيته، أقرّ مدير رد بل البريطاني كريستيان هورنر بعد خروج فريقه الفوضوي في أذربيجان، قائلا “لقد خسرنا بعض النقاط المهمة في البطولة”، وتابع “ومع ذلك، سنعمل على تطوير أنفسنا والقتال بقوة”.
على النقيض من ذلك، يعيش ماكلارين أفضل حقبة له منذ فترة طويلة، حيث يسعى الى الفوز بلقب الصانعين للمرة الأولى منذ عام 1998 مع الثنائي الفنلندي ميكا هاكينن والاسكتلندي ديفيد كولتارد، ويتجه إلى حلبة احتل فيها نوريس المركز الثاني قبل عام.
وقال مديره الإيطالي أندريا ستيلا “المركز الأول في بطولة الصانعين يمثّل خطوة هامة في رحلتنا”.
وتابع “رغم ذلك، يركز الفريق بوضوح على المهمة التي تنتظره. وسرعان ما نحول انتباهنا إلى سنغافورة”.
في المقابل، تصبّ شوارع حلبة سنغافورة التي تتميز بتأثير كبير للقوة السفلية تقليديا في صالح مرسيدس.
رأى البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات الذي يخوض عامه الأخير مع الحظيرة الألمانية قبل انتقاله إلى فيراري “لدينا أيضا الكثير من البيانات التي يجب العمل عليها قبل سنغافورة”.
وتابع “السير” بعد إنهاء سباق أذربيجان في المركز التاسع على الرغم من انطلاقه من منطقة المنصات “لدينا بعض التحسينات التي سندخلها قبل نهاية العام، لذا نأمل قريبا في أن نتمكن من الاقتراب خطوة من المتصدرين”.
وبدوره، تطور أداء فيراري اذ بعدما أهداه سائقه شارل لوكلير من موناكو فوزا عاطفيا على أرضه في مونتسا، فشل في العودة إلى اعلى عتبة على منصة التتويج للمرة الثانية تواليا في باكو رغم انطلاقه من المركز الأول.
عوّض ابن الامارة خيبة عدم فوزه بالاحتفاظ بالمركز الثاني بعد تآكل إطارات سيارته الحمراء في اللفات الأخيرة.
وقال لوكلير الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب السائقين متأخرا بفارق 19 نقطة فقط عن نوريس ولا يزال ضمن دائرة المنافسين على لقب السائقين “لم يكن اليوم الأفضل لفريقنا. لكننا نتجه الآن إلى سنغافورة وسنعود أقوى”.