وداعاً سينما البطحاء…كفاح الخفاجي

منبر العراق الحر :
اليوم وعن طريق الصدفه قادتني الخطى قرب سينما البطحاء الشتوي…
لم أجد البناية… كان الشعور موجع فعلاً..
كم كبير من الذكريات تلاشى وصرح كنا نلجأ اليه وقت فراغنا أمضينا به مراحل متعددة من اعمارنا..
وكم هائل من افلام العشره الابطال والعصابچيه والهنود ومبالغاتهم والرومانسية العربيه…
مضاف لذلك دخول تلك السينما بأربعين فلس ..
ولفة عمبه ..وجيس حب ..وچگارتين.. كل هاي الهوسه لم تكلف المائة فلس…
ذكريات لصحبة رائعه مضو عنا تلاقفتهم الحروب العبثية ومعتقلات صدام ومغامراته وأجهزته الأمنيه ..
كل ذلك كان أمامي اليوم وأنا ارى أرض سينما البطحاء مستشفى استثماري خاليه من البناية القديمة وموقع عرض صور الأفلام ورائحة العمبه ومصاطب الخشب..
وأصوات الصفارات ونعت مشغل الفلم بالاعور…
كلها أنمحت وأنا ارى عماره او شيء أخر يوحي بحداثة الزمن والمكان ..
أزيلت البطحاء شأنها شأن الشناشيل..
شأن زمن الأمهات ..
شأن الخجل الذي غادر خدود الحبيبات..
شأنها شأن كل الذين مضوا عن عالمنا المتهالك بالخيبات… أحسست فعلاً ان تلك الحداثة كانت تدوس على قلبي وذكرياتي وتسحقها.. كما سحقنا العوز ايام الحصار ..
اليوم شيعت البطحاء الى وادي سلامها وسأتذكرها كما اتذكر اماكن احبتي وتدمع عيوني كلما رأيت شاخص لهم…
كفاح الخفاجي

اترك رد