عصر الياخات والكشخات والفيكات …نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
أثّر جيمس دين وشامي كابور والفيس بريسلي وحتى عبد الحليم ورشدي أباظة كثيراً على خيارات جيل الستينات والسبعينات في ارتداء الملابس قبل أن تأتي الحرب ذات الأعوام الثمان، وتلغي الكثير من تلك الفيكات التي يتفننُ فيها الشباب بتلميع صفاحيات شعر الرأس وايقاف ياخات القمصان ولبس الساعة في الجهة اليمنى، ورسم الوشم على الساعد .
أتذكرُ واحداً من هؤلاء الشباب كان يشتغلُ صانعاً في تورنة جارنا الحاج خضير الأسدي مقابل دائرة الكمرك في الصفاة واسمه اطريف .
كان اطريف من عائلة فقيرة معدمة، ولكنه بعد التعزيلة يرتدي ملابسَ أنيقة ويجعل ياخة القميص واقفة، ويدهن صفاحيات شعره بدهن الطعام الحشايش. وهو يقلدُ الممثل جميس دين في فيلمه الشهير شرق عدن ، ويقفُ قرب محل المرحوم جبار الساعاتي في رأس شارعنا في انتظار بائعة اللبن الرائب التي يهواها ليشبعها بنظرات اللهفة والاعجاب كرسائل غرام لها لأنه وهي لا يقرآن ولا يكتبان .
هي لا تفعلُ شيئاً عدا نظرة ضاحكة ومغرية، فترتفع ياخة قميصه أكثر إلى الأعلى دون أن يعلم ، فترتجف نظراته مع مشيتها التي تشبه مشية الغزال .
يوم أخذوا اطريف عسكرياً، وحلقوا رأسه نمرة صفر ، وفي أول خميس وجمعة نزل بها من الحامية ذهب إلى رأس الشارع في انتظار من يهواها ، وعندما مرّت الغزالة لم تمنحه النظرة العاشقة، فكاد أن يجنَّ وفقد أعصابه، وذهب خلفها وهو يقول لها : فلانة أنا اطريف .
ردّت عليه :لا أنت مو اطريف …اطريف جان رأسه يلمع.

اترك رد