*دعم حكومة السوداني طريق لتعزيز استقرار العراق…..* ناجي الغزي

منبر العراق الحر :

يواجه الإطار التنسيقي الشيعي في العراق تحديات سياسية قد تنعكس سلباً على مستقبل الدولة ونظامها السياسي، وتثير قلقاً متزايداً حول مصداقية العمل الحكومي. فالصراع الداخلي والتقليل من إنجازات حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إضافةً إلى تسليط الضوء على الإخفاقات الإدارية واستغلال قضايا الفساد ضد الحكومة، يشكل تهديداً كبيراً للاستقرار السياسي ويضرّ بهيبة الدولة العراقية ومؤسساتها. يتسم هذا الوضع بالتناقض، لأن القوى السياسية التي تنتقد السوداني هي نفسها التي جاءت به إلى السلطة، مما يفتح الباب أمام خصومها لتوجيه الانتقادات والسخرية، ويدفع البلاد نحو أزمة ثقة سياسية قد تكون عواقبها وخيمة.
التعمق في هذا الموضوع يلقي الضوء على تعقيدات الساحة السياسية العراقية وتأثيراتها على تطلعات الشعب. فعندما تكون الحكومة عرضةً للصراعات الداخلية بين القوى السياسية، تتحول المشاريع التنموية والإصلاحات إلى رهينة المصالح المتضاربة. هذا الوضع يشكل تحدياً كبيراً للاستقرار المؤسسي، ويضعف قدرة الحكومة على تحسين الخدمات الأساسية ومعالجة المشكلات التي يعاني منها المواطن العراقي.
*التحديات السياسية وأثرها على النظام العراقي*
يتسم المشهد السياسي العراقي بتوترات وصراعات داخلية، خاصةً بين القوى المنضوية تحت لواء الإطار التنسيقي. فرغم أن هذه القوى تعاونت لإيصال السوداني إلى السلطة، إلا أن بعض القيادات بدأت تتخذ مواقف معارضة، وترى أن أخطاء الحكومة وسوء إدارة بعض الملفات يمكن أن تُستخدم كأدوات سياسية لتصفية حسابات داخلية. وهذا ينطوي على خطورة كبيرة، إذ أن تعزيز هذه الصراعات السياسية يُعرّض العراق لتجاذبات قد تعيق من تقدم الحكومة، وتجعلها تواجه تحديات إضافية في تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية وتحقيق إصلاحات حقيقية.
مثل هذه الصراعات السياسية تضعف الدعم الجماهيري للحكومة، وتفتح المجال للخصوم السياسيين لاستغلال الفرص المتاحة لإضعاف النظام، مما يساهم في زعزعة الاستقرار وتهشيم مؤسسات الدولة. وعندما تتعارض القوى السياسية الداخلية مع بعضها البعض، فإنها تضعف موقفها أمام خصومها وتزيد من مخاطر التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
*تأثير الانقسامات السياسية على مستقبل العراق*
الانقسامات والصراعات بين القوى السياسية، خاصةً عندما تأخذ شكلاً علنياً، تُضعف الثقة العامة بمؤسسات الدولة وتعرّض تماسكها للخطر. فالناس في الشارع العراقي قد يشعرون بالإحباط نتيجةً للتأخير في تنفيذ الإصلاحات ومعالجة القضايا الملحة، كالتوظيف والبنية التحتية والخدمات الصحية والتعليم. هذا الإحباط يتضاعف عندما يرون أن القوى التي يفترض أن تتحد لتقديم الحلول، هي ذاتها التي تفتعل الانقسامات وتدفع باتجاه المماحكات السياسية.
كما أن هذه الانقسامات تؤثر على الاستثمارات الأجنبية والمحلية، حيث أن المستثمرين والشركات الكبرى يرون أن الأوضاع السياسية غير المستقرة تعوق العمل في بيئة آمنة ومشجعة على الاستثمار، ما يؤدي إلى تراجع التنمية الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة.
*أهمية توحيد الجهود*
لكي يتمكن العراق من تجاوز هذه المرحلة الحرجة، ينبغي على القوى السياسية عامةً والشيعية خاصةً دعم رئيس الوزراء السوداني، والتعاون معه من أجل تحقيق أهداف الحكومة وتلبية تطلعات الشعب. فعندما تقف القوى السياسية متحدّة خلف الحكومة، تكون قادرة على مواجهة التحديات بكفاءة، وتضمن تنفيذ الخطط والمشاريع الكبرى التي تعزز الاستقرار وتخلق فرص تنمية. ومن خلال دعم هذه الجهود والعمل كفريق واحد، يمكن الإطار التنسيقي من تحسين صورته أمام الشعب وتعزيز الثقة في المؤسسات الحكومية.
توحيد الرؤية السياسية يعتبر خطوة أساسية نحو استعادة ثقة الشعب وتقوية مؤسسات الدولة. فالحكومة الحالية، بقيادة رئيس الوزراء السوداني، تحتاج إلى دعم حقيقي من القوى السياسية لتتمكن من تنفيذ مشاريعها الاستراتيجية الهادفة إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. التعاون بين القوى السياسية لا يعني بالضرورة التخلي عن التوجهات المختلفة أو الانصهار في رؤية موحدة، بل يعني تعزيز العمل المشترك لدعم السياسات العامة التي تعود بالنفع على العراق ككل.
عندما تتحد القوى السياسية في دعم الحكومة، تصبح قادرة على الوقوف بقوة ضد التحديات الخارجية والداخلية، مثل محاربة الفساد وتحقيق العدالة وتطوير البنية التحتية. وتكاتف هذه القوى سيخلق مناخاً إيجابياً، ويعزز من فرص تحقيق التنمية المستدامة.
*نصيحة للقوى السياسية في ظل التحديات الإقليمية والمحلية*
إنَّ الوضع الإقليمي والمحلي الحالي يتطلب التكاتف وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الحزبية الضيقة. فالعراق اليوم يواجه جملة من التحديات الأمنية والسياسية التي تتطلب حكمة وحنكة في التعامل معها، أبرزها ما يلي:
1.* التحديات الإقليمية*: يشهد الشرق الأوسط توترات متصاعدة مع الحرب الإسرائيلية وتأثيرها على محور المقاومة، الأمر الذي يضع ضغوطاً متزايدة على العراق ليحافظ على استقراره الداخلي في مواجهة التوترات الحدودية وتأثيرات المحور الإقليمي. إنَّ دعمكم لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في هذه المرحلة الحساسة سيعزز من قدرة العراق على التعامل مع هذا المشهد الإقليمي المتأزم بحكمة وبشكل متوازن.
2. *تهديد خلايا البعث الصدامي*: لا تزال خلايا البعث الصدامي، سواء داخل العراق أو عبر دعمها من جهات خارجية، تشكل تهديداً للأمن والاستقرار ويعرقل التقدم السياسي. إن الانقسامات الداخلية تتيح لتلك الخلايا فرصة أكبر لاختراق مؤسسات الدولة والمجتمع ولعب دور تخريبي، وهو ما يستدعي تكاتف جميع القوى السياسية ضد هذا التهديد المشترك، وتقديم الدعم الكامل للمؤسسات الأمنية والحكومية لقطع الطريق أمام هذه المحاولات التخريبية.
3. *السياسة الغامضة للإدارة الأمريكية*: تتسم السياسة الخارجية الأمريكية في الايام القادمة، لا سيما في عهد ترامب، بالغموض وتغير المواقف بشكل غير متوقع، مما قد يؤثر على علاقات العراق الخارجية ويزيد من التعقيدات في المشهد السياسي. إن العراق بحاجة إلى دعم سياسي موحد داخلياً، حتى يتمكن من بناء سياسة خارجية متوازنة تعزز استقلاله واستقراره.
وإنَّ انتقاد الحكومة بشكل غير بنّاء، والتركيز على السلبيات دون النظر إلى الإنجازات، لا يسهم إلا في إضعاف العراق أمام هذه التحديات الكبرى. نجاح حكومة السوداني هو نجاح للقوى السياسية كافة، والعكس صحيح. لذا، نوصيكم بتغليب المصلحة العامة على الخلافات الحزبية ودعم المشاريع الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة.
كما نقول للقوى السياسية عامة والشيعية خاصة: إن المصلحة الوطنية ينبغي أن تكون الأولوية القصوى، وليس المصالح الحزبية الضيقة. ودعم رئيس الوزراء السوداني وحكومته لا يعني التنازل عن حق النقد البناء، بل يعني الإسهام بفعالية في رسم مسار المستقبل للعراق.
وعليكم أن تتذكروا أن انتقاد السياسات الحكومية بشكل غير بنّاء، والتركيز على السلبيات دون تعزيز الإيجابيات، يُضعف العراق أمام خصومه ويضعفه في عيون شعبه. وإن نجاح رئيس الوزراء السوداني في أداء مهامه هو نجاح لكم كقوى سياسية، والعكس صحيح. لذا، ننصحكم بتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة، ودعم المشاريع الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة، لأن العراق بحاجة إلى دعمكم في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق التقدم والاستقرار.
 كاتب سياسي

اترك رد