منبر العراق الحر :
انطلقت قطعان الذئاب البشرية في سوريا، بمجرد ضعفت قبضة النظام السوري والتشكيلات الميليشياوية الإيرانية التي كانت تمسك الأرض، تجمعات داعشية جاء وقتها لتنتقم من نظام بشار الأسد والمتحالفين معه، بعد أن أنهكها القصف الإسرائيلي الذي دمر نسبة عالية من مقار ومراكز ومخازن سلاح سوريا وحزب الله.
الحرب الداخلية في سوريا ستكون طويلة، ويرافقها خراب شامل للمدن التي تحتفظ ذاكرتها بنزعة انتقام لمشاهد البراميل المتفجرة التي كان يُسقطها النظام على العوائل والنساء والأطفال.
سوريا التي تحولت إلى تجمع إرهابي كوني لن تنتهي سريعا من هذا الواقع الكابوسي، لأن مغذياته قائمة من دول الجوار وخارجها، وهناك وُجود عسكري لقوى دولية كبيرة مثل روسيا وأمريكا وتركيا وإيران، توازنات وصراعات هدفها تحويل سوريا لمحرقة لن تتوقف بقرار دولي، كما حدث في حرب لبنان وإسرائيل، التنظيمات المتطرفة الداعشية والعشائرية تجد فرصتها النوعية في التمدد والسيطرة على المدن والطرق الرئيسية بعد أن انتهت سيطرة عناصر حزب الله اللبناني والانسحاب منها.
ما يهمنا هنا أن لا تمتد أنشطة هذه الميليشيات والحركات الداعشية المتطرفة إلى الحدود العراقية، كما حدث عام 2014، ودخول داعش واحتلالها لثلث العراق، ينبغي التنبه مبكرا لما سيحدث، وضرورة غلق الحدود أمام أي نشاط إرهابي قادم للعراق، أو أية مشاركة من الفصائل قد تكلف العراق خسائر كبيرة ونهاية دولة، كما حدث ويحدث في سوريا.