حظ ّ العروبة عاثر ُ ….سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :_
ما مرّ طيفك لحظة ً في خاطري
إلا وأغرقتِ الدماء مشاعري
وكأن فقدكَ رحلة ٌ لمصائب ٍ
جلبَت هموما ً ما لها من آخِر ِ
هل كان توقيت الغياب مناسبا ً
والحرب تسأل عنك كلّ مسافر ِ
وهل استرحت الآن بعد متاعب ٍ
منحتك ما يرجوه أعظم ثائر ِ
يا شاهقا ً كالطَود في الزمن الذي
لا يستحي عند الركوع لجائر ِ
يا وهج قدّيس ٍ تحمّل واقعا ً
من صنع منبطح ٍ وفعل تآمر ِ
أنا عشت في زمن الخنوع وقد بكت
من جُبن أشباه الرجال نواظري
حتى رأيتك شامخا ً فوق الذرى
كالصقر لم تعبأ رؤاك بطائر ِ
وسمعتُ صوتكَ كالبحار مزمجرا ً
والراء تلثغ مثل موج ٍ هادر ِ
والإصبع المرفوع .. هل سبّابة ٌ
أم فعل ناه ٍ في الحروب و آمر ِ
فعلمت أنك لا محالة راحل ٌ
كالشمس خلف غيوم جوّ ٍ ماطر ِ
والليل أعمى يستعيد مواجعا ً
عن حظّ درب ٍ للعروبة عاثر ِ
يا هيبة الجبروت دون تجبّر ٍ
ومكلّلا ً بالفخر دون تفاخر ِ
دأب المخانيث الشماتة عندما
تهوي الليوث صريعة ً بمقابر ِ
والحيف كل الحيف أن يجدَ الأسى
أفراح َ ديّوث ٍ وبهجة َ عاهر ِ
وكأنّ موتك راحة ٌ لمن ارتضى
عارا ً طواه من الزمان الغابر ِ
لكنني أيقنت ُ أن ملاحما ً
رفعت لنصر الله راية ظافر ِ

اترك رد