ما همّك لو ضاع عيدُك….فوزية العكرمي

منبر العراق الحر :

ما همّك لو ضاع عيدُك
أكثر ممّا ضعت
وسال بريقك بين القوافي
فما توضّحت
وَحين شهق الجدار
لغير ظلّك
تزاحمت على تبنة
رقدت في جثّة
دقائق مهملة
السّنابل ترفض التّأويل
إن عادت مغتبطة..
والحصيّات إذ تطايرت
ما تراها تفعل ؟
إذا عدت دون ظلّ
تلهو بخزائن من قصب
وكنّا أهديناك غيمة لا تعرف الكذب
كنّا نتردّد في دمك
نبزغ في العشب
فيكتهل
ما تفعل الآن؟
أتنهض من ريحك
لِصخرة شاردة؟
وتخفي أعمارنا
عند موجة عابرة
أكلّ هذا الموت
وجنازة واحدة؟
لا شيء من لمعان صمتك
يطلّ
غير نبض من سبقوا
فدلّنا على أنفاس بقيت
على أمطار شغلتها عن الأرض
حين تساقطت
ما عادت النّواقيس تصهل بأوردتي
ما عادت عائشة
تشقّ الرّخام
كلّما تذكّرت مواعيدي إليها
أيّها العابرون فوق صدرها
أسرعوا
لم تكتمل بعد قصّة أنوثتها
غير أنّ الرّيح
تتنكّر لمن عبروا
أكاد ألمس في الرّمل ضحكتها
بقايا مشيتها
دموعا تفاتح البياض رغبتها
أيّها التّائهون
فوق صدرها
ستترامى فوق سخام القيظ جنّات
ترفل لجّة في ملكوتها
ومن سريرها
تنهض حبّات
العواصف التي اتّفقنا على قفرها
ستغلق في البداوة
عتق الكلمات
في قيعان الفواكه
أنتظر شهدا لناصيتي
أبدأ حداثتي.
من حيث تخفي الرّيح
لهفتها في الجذور.
أتّخذ لي وشما من غبار
من أحجيات الإغريق
أغلّف محنتي والجسور
خصّيصا لتدريب الأقمار
لتقصّي الأجيال
أسمع في أحلامك العراء
وبيننا نهران.
وأرى الطّلاسم
تتكوّر عند فتحة ماء
هذي التّمور
ترقّق جلد الزّمن الذي بيننا
هذي السّيوف تختزل ذروتنا.
وفي لوحها
ما يتردّد بينك وبين النّمل
كيف وصلت إلى عيوني؟
وقد أحرقت مراكب
تتهيّأ للخلق
اتّهمت صدفات تباطأت
قلاعا تنام في تينة
قد رأيت العسس تخاذلوا
عن هدي النّواعير
.وجوه معلّقة في انتظار الثّمر
لم تمر من شهب ترصدك
من ثقب إبرة
أفلتّ من شباك
عناكب تتّسع في مشيتها
لتضيّق خطوك.
كيف تسلّلت إلى القاع شفّافا؟
ولم تتعثّر في سقوفي…..
لم تنس بطلائي بعض الشّهقات
تغسل الأيّام بشرتها……
لم تنهمر على الصّخور
تتجاهل عيون وقارها
لم أجدك بأكوابي
وجدتك بين الضّلوع
قضّيت في وهج التردّد أسفارا
على مجذاف تنبت الأبدية
وعند عشبة نيئة
تحفر سيرتها الأشجار
تقرؤها البلابل عند الهجير
يحزم الحلزون
فصولها
معاجمها
ليست حروفا
ليست إشارات
ما تنسخه المياه على قاطفيها
ما يتركه النحّاتون عند المزاريب.

اترك رد