منبر العراق الحر :
مهما توعَّدني أهلي وسماري
والدهرُ أمطرني من وابل النارِ
مهما تقصَّدني دَهري بنازلةٍ
في سحرِ ساحرةٍ أو مكرِ بصّارِ
فالناسُ لي أفقٌ يُغري مُخيلتي
وخاطري سفنٌ في عينِ بحارِ
والنفسُ أحجيةٌ ما بانَ طلسمُهـا
للعقلِ من زمنٍ ألا بمقدارِ
دهراً أسائلهُ عن ســـرِّ جامحةٍ
في النفسِ أرقبُها والقلبُ كالنارِ
لله ما صنَعوا فيَّ وأذ رَغِبوا
صحبي فتكشفُهم أنوارُ إيثاري
في البحثِ عن قِمَمٍ لابُد بالِغُها
أسعى بذي ولهٍ يشتاق إكباري
ما عشتُ ملتفتاً إن مسني كَدرٌ
صحبي وحاشيتي يبغونَ إدباري
هذي مناقبهُم كم رحتُ أُرخِصُها
والناسُ في زمنٍ ترنو لأسعاري
يا ويحَ مسلكَهُم، كم يحلفوا كَذِبــــاً
كم يُظهروا دعةً, كالمنعش الساريِ
ألله مُخزيَهُمْ مهما بنوا و عَلَوّْا
هذا العُّلوُّ لَهُم خدش بأظفاري
طابَ المقام لهم والناس تحسدُهُم
لكنني صَلفٌ من ظهرِ جبارِ
لولا مطيتُهم تبلو وأعرفُها
لم يقتفوا أثراً أو يقربوا داري
حالُ المُقامِ هنا في ظل قاصمةٍ
كالموت نكرهُهُ لكنَّه جاري
………..