منبر العراق الحر :
يـا شاعريَّةُ أيُّ الكوثريْنِ أنا
تأويلُ ريحانةٍ أم ريحُ تأويلِ
أُراقصُ الأرضَ في عُرْسِ البنفسجِ
أم أُكلِّمُ الأرضَ زَبَّالًا لبرميلِ
أنتِ البداوةُ.. ريحُ النخلِ.. بَسملةُ الغزلانِ
ساقُ ندًى تحتَ الخلاخيلِ
أنا الرصيفُ.. صُنوجُ العِرْقِسوسِ
صفافيرُ الإشارةِ.. آهاتُ النراجيلِ
الشاعرُ انهزمتْ صحراءُ دهشتِهِ
أم مسَّهُ عبقرٌ من “زرِّ محمولِ”
قدْ كانَ يوقَدُ من فاسٍ ومن فَرسٍ
الآنَ يَشحذُ من قالٍ ومن قيلِ
ظبيًا وقُبَّرةً يا شيخَ قافلتي
مِلْحًا وطَمْطمةً يا بائعَ الفولِ!
فتَّحتُ ما لمحتْ روحي خيولَ ثَرًى
لكنْ رثاءَ خيولٍ في التماثيلِ
…
هذا الصباحُ مُراءٍ.. لم يَجدْ وطَنًا
فوق الصليبِ.. ولم يكفُرْ بإنجيلِ!
الناسُ تركضُ في ذلِّ الحياةِ.. أنا
ماشٍ على مهلٍ في ظلِّ كشكولي!
أسائلُ اللغةَ العذراءَ:
أين هوى النجمُ المُموْسَقُ يا بنتَ السما؟
قولي
أريدُ أغنيةً للحبِّ تصعدُ لي
باسمِ الشوارعِ لا باسمِ التفاعيلِ!
أريدُها قبَسًا من جائعٍ وَلِهٍ
لا زخرفًا وطلاءً من تهاويلِ
أريدُها شبهي حريةً ودمًا
ترمي الزنازينَ من أحجارِ سِجّيلِ
تَحْتَجُّ.. تزرعُ أعنابًا.. تضيءُ هدًى
تستغفرُ الأرضَ من بارودِ قابيلِ
وتقتفي أثرَ الإنسانِ
تحملُ ناقوسَ المحبةِ
من جيلٍ إلى جيلِ