هذا المساء…#عماد_إبراهيم_النابي

منبر العراق الحر :
هذا المساءُ غريبٌ مثلَ أغنيتي
يمشي إليَّ، فلا أدري متى يصلُ
يبدو كحُلمٍ وفي أطرافِ ذاكرتي
خيطٌ من الصمتِ يمضي حيثما رحلوا
كأنَّه وَهَجٌ، والرِّيحُ تعرفُهُ
فلا يُقاسُ، ولا يَفْنَى، ولا يَفِلُ
أُغْضُ طَرْفِي فتُخْطِئْنِي مَلامِحُهُ
كأنَّما التيهُ في جَنْبَيْهِ يَنْدَمِلُ
يمشي كأنَّ بهِ سِرًّا يُلاحِقُنِي
وكُلَّمَا هِمْتُ فِيهِ، عَادَ يَرْتَحِلُ
يُلْقِي إليَّ رُؤًى.. لا شيءَ يُمْسِكُها
كأنَّها وَهْمُ عَيْنِي حينَ تَشْتَعِلُ
أسِيرُ خَلْفَ خُطَاهُ.. لا دَلِيلَ سوى
صَوْتٍ بَعِيدٍ، على أطْرَافِهِ أمَلُ
كأنَّنِي فِكْرَةٌ ضَلَّتْ مَلامِحَها
وفي المَرَايَا تَلاشَى خَطْبُها الجَلَلُ
أمُدُّ كَفِّي، فلا شَيْءٌ أَلُوذُ بِهِ
سِوَى الفَرَاغِ، الذي في جَوْفِهِ خَلَلُ
أمُرُّ بِي، ثم أفنَى في عَتَامَتِهِ
كأنَّنِي خَيْطُ ضَوْءٍ كَادَ يَشْتَعِلُ
تَشَظَّتِ الرِّيحُ بِي.. لا الأرْضُ تَعْرِفُنِي
ولا السَّماءُ، فَكَيْفَ الحُلْمُ يَكْتَمِلُ؟
يَمْتَدُّ ظِلِّي على الأشْيَاءِ يَسْأَلُهَا
عنْ غَائِبٍ لَفَّهُ في صَمْتِهِ الجَدَلُ
تَبَعْثَرَ الصَّمْتُ، هَلْ للريحِ نافِذَةٌ
تَرْوِي لِمَنْ عَبَرُوا ما قالَهُ المَلَلُ؟
تَبَعْثَرَ الصَّمْتُ، لا دَرْبٌ يُؤَرِّخُنِي
كأنَّنِي ومْضُ بَرْقٍ ضَلَّهُ الأزَلُ
أنْسَابُ في الرِّيحِ.. لا قَيْدٌ يُحَدِّدُنِي
ولا الجِهَاتُ.. فَهَلْ ضَاقَتْ بِيَ السُّبُلُ؟
هذا المَسَاءُ على أبْوَابِ دَهْشَتِهِ
تَفَتَّتَ الحَرْفُ وانْهَارَتْ بِهِ الجُمَلُ

اترك رد