منبر العراق الحر :
ها أنا أتيهُ في متاهاتِ الحياةِ
كظلٍّ داكنٍ يتكسَّرُ على جدرانِ العدمِ
أبحثُ عن غايةٍ تُبرِّرُ هذا العبورَ الشاحبَ
لكنَّني أجدني محاصرًا في رُقعةِ شطرنجٍ سوداءَ .
مَلِكٌ مخلوعٌ، بيدقٌ هشٌّ
يتقاذفُهُ المتحكِّمونَ بخُبثٍ خفيٍّ
يحرّكونني بخطواتٍ محسوبةٍ نحو التضحيةِ
ظننتُهم يبنون لي نصرًا مؤجلًا
وإذا بهم يغرسونني في فِخاخِ الهلاكِ بهدوءٍ مرير.
كلُّ خطوةٍ لي ليست إلّا طُعمًا
يُقدَّمُ لغاياتٍ لا أفهمُها
لخططٍ تَرسُمُ نهايتي بتأنٍّ كئيبٍ .
كلُّ حركةٍ مني ليست سوى
رَقصٍ على حوافِّ السقوطِ .
أتوسَّلُ للريحِ أن تحمِلَني بعيدًا،
أن تَذيبني في العدمِ،
لعلّني أتحرَّرُ من قَبضةِ القدرِ .
لكنَّ الريحَ عمياءُ،
تعبُرني بلا اكتراثٍ،
تاركةً روحي تَتلوَّى
تحت وطأةِ اليأسِ .
إن كنتُ مجرَّدَ بيدقٍ
على رُقعةِ حياةٍ،
فما جَدوى مُقاوَمةِ النهاياتِ؟
أمضي مُتلاشيًا، أجرُّ خطواتي،
وأتساءل: أيمكنُ أن يكونَ الموتُ خلاصًا،
أو أن تكونَ النهايةُ بدايةً أخرى لا تخنقُها قُيودُ اللعبةِ؟
– سامرعبدالستار