هذا عليٌ يَشْكو سطوةَ الممسوسِ….كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :

ما مِن عميلٍ مرَّ أو جاسوسِ
إلا لئيمُ الخلقِ كالجُعسوسِ
جافٍ وَعَنجوفٌ بطبعٍ احمقٍ
يستنكر الأنغامَ في الناقوسِ
ضاعَتْ معاييرٌ وسادَتْ زمرةٌ
لَمْ تَبقَ حتّى السَّينَ في الناموسِ
عيّرْ بمعيارٍ وهسهسْ أمرها
واستَقرِئ المنقوشَ بالمحسوسِ
حَكّمْ بقايا السَيفِ في اعناقِهم
واضربْ ثنايا اليأسِ بالميئوسِ
واخلعْ ثيابَ الذلَّ واستبدلْ بِها
طيفاً مِن الألوانِ كالطاووسِ
فالارضُ لا تَحيا بملكٍ جائرٍ
يُبلى بنهبِ البيدِ والمَدروسِ
ماذا جَرى فالقلبُ منّي حائرٌ
من يجلب الإحساسِ للمهووسِ ‏
حشحشْ أسىً هيّا انتفضْ يامهنفاً
حالاً وحاذرْ لدغةِ المدسوسِ
يوماً سَيمضي كلُّ شيءٍ حَتفهُ
ماذا سَتَرجو الشمسُ في المَشموسِ
لا تعرفُ الأضواءُ مَن يَزهو بها
قد تأنسُ الأنوار بالمأنوسِ
هَلْ يعلمُ الجاني ومَن يَجني بِها
سرُّ الأسى في صيحةِ المَحبوسِ
داومْ على الأيامِ تحوي إرثَها
بالحرثِ والأسلافِ والمغروسِ
هذا عليٌ واقفٌ مِن يومِها
للآن يَشْكو سطوةَ الممسوسِ
قَد طلَّقَ الدنيا ثلاثاً عافَها
ما اغترَّ بالتيجان والمَلبوسِ
كم قائلٍ أضحى بلا قيلولةٍ
في محورٍ إذ دارَ بالمعكوسِ
تلك الرزيا اجهضَتْ أحلامَنا
‏                    واستَنوقَت فينا الإبا بالسوسِ ‏ ‏ ‏
ما هذه الأيامُ إلا ليلةٌ
تُبليكَ بالهَسهاسِ والكابوسِ
إنّا بَنينا المجدَ عالٍ صرحهُ
لكنّها آلت إلى المنكوسِ
بوذا وفرعونَ الذي أنسابهُ
‏. ‏سيخٌ وركبانٌ من الهندوسِ

‏حتّى تَركنا قبةً من صخرةٍ
‏                        جيئَت لَنا من جنةِ الفردوسِ

‏إنّي انا المرآسُ لا أرضى بها
‏                         يوماً إذا آلت إلى المرءوسِ
‏مِن أرضِ يعسوبٍ وفي أرجائِها
‏صلنا وَصالوا في حِما الفيروسِ ‏ ‏
——————————–
*الجُعْسُوس :الجُعْسُوس اللئيم الخَلْق والخُلُق.
والعُنْجُوف: القَصير المتداخِل الخَلْق .
*هَسْهَسَ السِّرَّ : أَخْفَاهُ ، هسْهس الخلْخال: أحدث صوتًا خفيًّا والهَسْهَاسُ: الذي لا ينام ويقضي ليلَهُ عاملاً.
*‏المدروس :اِنْدَرَسَ الرَّسْمُ أَوِ الأثَرُ: اِنْمَحَتْ بَقاياهُ، عَفَتْ
اِنْدَرَسَتْ أَخْبارُهُ : اِنْطَمَسَتْ وَذَهَبَ ذِكْرُها.
*حشحش : تحرّك للنهوض. أو أول حركة تقوم بها وأنت تنهض.

اترك رد