غيم الجنوب: ثورة بلا أقدام….بن عيسی محمد

منبر العراق الحر :
الثورة شاي المسنين
وحديث ماتع
عن التمرد
والبطولات
والاستشهاد.
الثورة سلو ابنائهم وقهوتهم
بشربونها فجراً
ليلاً ونهاراً
ويحفرون في السماء ثقوباً
يدفنون فيها الوطن
بشواهد من ذهب.
وفي سوق القرية البعيدة
يلعب الأطفال بالأفاعي
ويروضون الوحوش
ويغرسون شتلات الشجر
في محيطها
تخليداً للشهداء
الذين عبرو الجسر
بأقدام من نور
ولم يستشيروا أحداً.
كانت النجوم تنام في جيوب
البسطاء المثقوبة بالقداسة.
وبدون مال او نقود
رجل من غيم اللغة
يقف في الجنوب القاحل
بلا أقدام
يحدق في المشهد
كما لو كان معجزة مشوهة.
والرماد يأكل وجهه
يلتهم الموت النشيد.
كانت جهنم في صدره
تخصه وحده
ولا شأن لها بالقصيد
أو النار.
كان ظلي يلهو بظله
على مرايا الزجاج السقيل
وأنا الواقف وحدي هنا
أحمل كأساً من ليل طويل
أمد يدي كي أشد ظلي إلي
فيجرح كفي
كشظية من زجاج.
ألبس القوافي القديمة
كي أنام
وأدس غبار الرواة
في جيبي
فتصحو الجبال
والقرى تخلو إلى بيوتها
كي تنام.
هذا قمر بارد وضرير
يغطي وجهه
بكفي خجلاً مني.
أيها القمر
هذه قريتي الكبيرة
وصحرائي القديمة
وهذه أحلامي
لا تملك خيمة او قبيلة
تمشي على عكاز الدخان.
دع الجنرال
من خلف النص
يطفيء كل الأيام
ويصادر الجامع
والإمام.
لا وقت للحمام
في خيام الظلام
كي يغمد جرحه
في دمعنا وينام.
واغلقت النص عن النص
واسدلت الريح علی الركام
بن عيسی محمد (الجزائر)

اترك رد