منبر العراق الحر :
عدمٌ يراقب العدم
ينتظرُ شيئاً بلا ملل
ونحنُ ننتظر الانتظار
تتآكلُ كعكة الزمن
بدايةٌ تحمل
في رحمها كل النهايات
لا أحد يستطيع أن يحملَ
وجعَ الأرض !
كيف يلفُّ كل هذه
الحيوات على إصبع وحيد ؟
كيف لميتٍ أن يفتّت أرواح الكون ؟
معجزةٌ هزمت كل المعجزات
في غرفة العدم مقاعد وثيرة
وأخرى بأرجل مخلّعة
لقطار العدم بابٌ واحدّ
أنيابه تُسابق
الريح ، يجترُّ الاجترار
يمنح المسافرين
بطاقات منتهية العودة
وأغنية قصيرة بلا موسيقا
أجلسُ في غرفتي
وأتركُ البابَ موارباً
للمفتونين بالثرثرة
للأموات الذين سيدخلون فجأةً
وسيغادرون بعد لحظات
سأحضّر لهم القهوة
سنتحدّث قليلاً
عن آخر صرعةٍ للموت
عن حوائط بيوتهم الآيلة للسقوط
عن سُكّر الاحتضار
المفقود في الأسواق
أنامُ على سرير القلق
أتطايرُ كريشة طاووس
وأرمي بوسادة دمعي من النافذة
لي عينٌ تراقبُ ساعةَ الأيام
وعينٌ مغمضة تعبت
من المشهد المتكرر
ساعتي متوقفة منذ جرحين وأكثر
تشدُّ حبال أيامي الشياطين
ويرخيها الإله لساعات محدّدة
بين العدم والعدم شعرةٌ رفيعة
أخاف أن تنقطع ، فأسقط!
هند – زيتوني