مكاشفة ما قبل ٢٥ تشرين ….مصطفى شهد

منبر العراق الحر :

الحقيقة المرة ان هذا النظام السياسي لا ولن يسقط بثورة مباشرة واقتحامات وهكذا تفاصيل، لذلك مهما بين لكم الإعلام بأنكم قادرون فإنه يحفر قبوركم بهذا الزيف، لذلك يجب ان تكون الثورة مستمرة بطريقة لا تتضمن تضحيات مجانية وتتضمن الثورة وترافقها مشاريع وخطوات مدروسة.

لن تمر حكومة وتتشكل ولن يمر تعيين بواب صغير في الخضراء دون تسوية مع التيار الصدري لكونهم شريك أساسي وجزء من هذا النظام وان أنسحب نوابهم من البرلمان وعلى جمهور التيار ان يعي هذهِ القصة ولا يكون حالمًا ومندفعًا.

لن يكون للدم قيمة في السياسة أبدًا مالم يرافقه مشروع واقعي وصادم ويستحق التضحية ولو بلغت تضحياتكم ملايين الجثث .

حوّل المعتوهون والمأزومين أهم ظاهرة أجتماعية في تأريخ مجتمع العراق الحديث ألا وهي ظاهرة الاحتجاج إلى عادة للأذى والتضحية في سبيل البهلوانيات والعروض الإعلامية والمغامرات الفارغة،
هذا السلوك المعتاد في تأريخ هذا الشعب والذي مازال يصر على تحويل كل حدث عظيم ومهم إلى مناسبة مفرغه من قيمتها الاساسية ويتداولها على إنها مظلومية او لحظة من الذاكرة،
أفرغ العراقيون يوم ٤/٩ من محتواه وحولوه إلى تأريخ أسود لا قيمة له الا عنوان طويل محاط بعطلة رسمية،
أفرغَ العراقيون لحظة إنهيار الدولة عام ٢٠١٤ وطوقوها بصور الشهداء وقطع الاراضي والرواتب والاناشيد دون الالتفات إلى أسبابها ومعالجتها، افرغ العراقيون تشرين من محتواها وحولوها إلى يوم عابر يجددون فيه استنشاق الدخانيات وتوزيع الببسي وتبادل التهم والشتائم،
ما هكذا تورد الإبل يا ناس، ما هكذا توزن الأمور أبدًا، قدمتم الاف الضحايا من قتلى وجرحى لا لأجل منشورات وظهور اعلامي ونزاع من اجل اللاشيء،
ولا من اجل تجديد هويتكم الاحتجاجية التي يعرفها الشرق والغرب،
بل كانت هذهِ الجهود في سبيل إعلاء الانسان وقيمته وإنصافه وإنقاذ الدولة من هكذا محنة ومأزق لا أخلاقي ولا قيمي،
من منكم عاتب نفسه على استنزاف كل هذا الوقت والطاقة دون الركون إلى حلول او محاولة لاكتشاف حل ما، من منكم واجه ذاتهِ بواقعية!
أليس من المعيب أن يتم مكاشفتكم بذات الصفات التي ترفضون !
هذا النظام السياسي ربما سيستعيد عافيته قريبًا وهو اذكى من ان تطيح بهِ هذهِ البهلوانيات التي لا قيمة لها واكبر من ان يؤثر فيه اقتحام قصوره ومؤسساته الدستورية،
بل هو يعتاش على هكذا حراكات وأدوار وعروض مفرغة من محتواها .
نصيحتي لكم:
لا ضير من المناسبة ولكن لا تتركوها خاوية مفرغة دون مشروع او حل واقعي، ولا تتركوا اراذل القوم واغبيائهم يقودون هذهِ المسيرة ويفرغوها من محتواها وقيمتها،
هذا المجتمع يجب ان يبقى ثائرًا في منازلهِ وإعمالهِ ووظائفهِ ولا ينتظر بيانًا مفرغًا من التحرير يطالب الجلاد بالإنصاف ويرد عليه بيان من النسور يطالب السراق باسترجاع ما سُرق،ومن بقية الساحات يطالب بامور شخصية
هذهِ العملية إن بقيت مفرغة من محتواها فإنها لن تقودكم إلا للحظة واحدة وهي لعن اليوم الذي خرجتم فيه والندم على كل ثانية في ساحات التظاهر والندم على كل كلمة تساندون فيها هذا الاحتجاج الاجتماعي .

اترك رد