خفيفاً تأتي…صفاء علي محمد

منبر العراق الحر :

خفيفاً تأتي
كزائر نسي يديه على مقبض القلب
وترك عطره مواربا للحب
بعينين تلهثان ادخرت ماتبقى من وجهك
فلا تنفق على العابرين الصور
بأناقة أصفف فوضاك
أحل ربطة النسيان
عن عنق الذاكرة
وأمسد حبال العطر
التي علقت كل فكرة بالتحرر منك
من شفاهها
لتصيد أنفاسك الأخيرة عن مشاوير الرائحة
تطيل مسافة الزهر
تتمشى بين الغرق والنجاة
توسلات المسام كي لا تهتدي لصوابك
وتنتهي مواسم الكتابة بالرحيق
كي لايضل النحل
ويخلع جسدي شهد أثوابه
اخترعنا أبجدية القبل
2
قاصر قلبي كياسمينة
لم تع يوماً مكر التضاد
كلهن زهرات ثائرات
وحدها ياسمينة القلب
تخفي جمرها تحت البياض
أحبت حرير الحروف
فارتدته عند منتصف الحلم
سندريلا قصيدته العاشقة
ثمة لون أغار منه عليك
في قلب الرماد أخفيه
فيستيقظ الجمر من كبوته
ويشعل صهيل الرغبة
تذيب أصابع اللهفة لحاف ثلجك
لنغرق معاً في عناق طويل
نشاكس بياض الورق
نقض برقصنا أسوار القلق
ومخادع الصقيع
فيك أولد للمرة الأخيرة
عطراً وفي مسامك أضيع
أتأرجح بحبل الموت والولادة
كل مرة باسم جديد
3
مازلت أغفر كإله عجوز
منشغل بفتح الأبواب
كلما أصيب بنزلة خيبة
يجدد وحدته
ويلتحف الضباب
يجمع مفاتيح القلوب
ليحصي عمره
بكل دقة غائبة
النسيان مصيدة الوقت
قالها جبن الحاضر
لهرة تلعق بقايا الأمس
بحثاً عن أرواحي السبع
لاشيء يسد شهية العدم
يقول عابر ضوئي
قبل أن يأكله النفق
فتموء بنقوشها ذاكرة المجرة
يكتبني هذا الليل
لغة ضريرة
والريح تتلمسني
أحرفاً نافرة
صفاء علي محمد
سوريا

اترك رد