منبر العراق الحر :……يتبع ما قبله لطفا….
3 ـ هرم ماسلو للحاجات الأنسانية
أقول: أن هذا الهرم هو نظرية سيكولوجية اقترحها ابراهام ماسلو بعنوان “نظرية في التحفيز الإنساني” نشرها عام 1943م…وهي من خمس مستويات/ طبقات دَّرَجَها ماسلو من قاعدة الهرم الى قمته حسب الصورة/ النموذج أعلاه (واحدة من عدة صور/ نماذج منشورة عن هرم ماسلو) وهو من خمسة مستويات من الأهم/ الأكثر اهمية صعوداً الى المهم…أختارها البروفيسور قاسم حسين صالح وقال عنها انها (افضل نظرية بعلم النفس عن السعادة) و تأكيداً على تبحره/دقته في دراستها أضاف التالي: [برغم انها ما كانت خاصة بها]…و ربما تَفَّرَدَ في ذلك حيث لم اجد من اختارها كنظرية لقياس السعادة من الذين قرأت لهم عن السعادة.
المستوى الأول/ الطبقة الأولى كمايظهر في النموذج/ الصورة وهو/ هي الأكثر سعةً كما في كل هرم…خصصه/ا ماسلو(أو واضع هذه الصورة/ النموذج) و أكده البروفيسور قاسم للاحتياجات الفسيولوجية… ورد في هذا الهرم(الصورة/ النموذج) ان تلك الاحتياجات هي :[التنفس و الغذاء و الماء و الإخراج و النوم و الجِماع] و يمكن إضافة السكن وفي كل الأحوال عرقلة وصول الانسان الى سد حاجته للأمور الأخرى غير الطعام و الماء هي منغصات تُذْهِبْ السعادة و تربك الانسان و ربما تدفعه الى الاجرام او تدمير حياته و حياة عائلته و تجعله يدور في دوامة الحزن و القلق… و بالتالي لا يرتقي / يصعد الى المستوى/ الطبقة الثاني/ه من الهرم.
….لكن البروفيسور قاسم حسين صالح اجتهد و حددها فقط ب (الطعام والماء)…حيث كتب التالي: [الحاجات الفسيولوجية.. وتعني حصول الانسان على الطعام والماء بما تؤمن بقاءه في الحياة، وقد وضعها في قاعدة الهرم لأن الانسان بدونها يموت].يقصد ب”وضعها ماسلو”.
أقول : ربما الغى البروفيسور قاسم موضوع التنفس لان الهواء/الاوكسجين لا يمكن منعه عن الانسان…لكن الاحتياجات الأخرى و بالذات “اخراج الفضلات شبه الصلبة و السائلة” قد تؤدي الى الموت او قد تؤدي الى قلق لا يمكن تصوره وكذلك الحال مع النوم و الجنس حيث يؤديان الى خللٍ ما أكيد يؤثر على الانسان و المشكلة الكبرى التي تفند اختيار هذه النظرية / الهرم كأفضل نظرية للسعادة هو اتساع تلك الاحتياجات و تنوعها و تدَّرجها فلا يكون سعيداً من جاع لكنه يفرح برغيف خبر فقط و عند حصوله عليه يبحث عن أشياء أخرى و لا يطمئن الا ان يكون هناك خزين كافي له ولأفراد عائلته من الطعام المفيد و المتنوع و الجيد النوعية و يكون تحت اليد في كل الظروف…وهذا يجري على كل الاحتياجات المذكورة في “الصورة/ الهرم” او في ما كتب البروفيسور قاسم حسين صالح و يمكن التوقف عند هذا المستوى/ المقطع من الهرم لولا بعض الإضافات التي وضعها البروفيسور قاسم على بعض مستويات الهرم الاخرى.
و بالذات ما سطره في ختام ما كتبه عن تلك المستويات/ الاحتياجات حيث كتب التالي: [المهم هنا.. ان الانسان لا ينتقل الى الحاجة التالية الا بعد ان يشبع التي قبلها.. بمعنى، انه لا ينتقل الى الحاجة الاجتماعية المتمثلة بتكوين علاقات وصداقات مع الناس ما لم يكن قد اشبع حاجاته الفسيولوجية وحاجاته الى الشعور بالأمن والطمأنينة. والأهم..]انتهى
اشعر ان هذا القول عجيب و غريب و منفصل عن الواقع و العلم. كم جائع في الكون و كم مشرد و كم انسان تعيس او متألم او حزين او محروم من ابسط الاحتياجات ولديه صداقات و علاقات قد تصل احياناً الى الحميمية؟ هل هناك انسان في الكون اشبع حاجاته الفسيولوجية و مطمئن عليها و لا يبحث عن درجات عالية فيها او يفكر بقمتها في كل العالم؟؟
نضطر هنا الى الذهاب الى المستوى الثاني من الهرم والذي يخص احتياجات الأمان أي الحاجة الى الامن و الأمان وورد في “الصورة/ الهرم” انها تشمل: [السلامة الجسدية و الأمان الاُسري و الصحي و الوظيفي]…
وهذه الاحتياجات كما اعتقد لا ترتبط بجهد او مسعى الفرد/ الانسان لأنها منظومة عامة فلا يستطيع أي انسان توفير تلك الاحتياجات بمفرده مهما كان عمله او موقعه…و بعضها مرتبط بالمستوى الأول المتشعب و بالذات ما يخص الامن الغذائي و الصحي عليه فالإنسان الذي لم تؤمن له او يؤمن احتياجاته الفسيولوجية لا يستطيع الصعود في سُلَمْ المستوى الثاني حتى ولو سُلَّمِ واحدة و يمكن ان نستند في ذلك الى ما سطَّره البروفيسور قاسم عن الاحتياجات في هذا المستوى حيث كتب التالي: [وتعني سعيه الى تحقيق الأمن والطمأنينة له ولأفراد عائلته، وشعوره بالأمن في مجال عمله وتأمين دخله المالي وحمايته من الأخطار] و كأن بمقدور الانسان و سعية ان يُبْسِط الأمن و يوفر الأمان له ولأفراد عائلته سواء داخل بيته و في محيط البيت و في الشارع الذي يتحرك فيه هو وافراد العائلة و في مواقع العمل وفي كل ساعات اليوم.
ثم أضاف البروفيسور قاسم على تلك الاحتياجات العبارة الغريبة التالية:[وبدونها ينشغل نفسيا وفكريا ويعيش حالة قلق]…وكأن الانسان لا يعيش القلق عندما لا يتمكن من توفير الطعام و الماء و السكن لنفسه وعائلته و حتى المقربين منه. و الانسان كما معروف يكره الدنيا ويكره أيامه فيها لو احتاج الى ان يتبول و لم يجد المكان اللازم/ الملائم لذلك حتى ولو خلف شجرة او حجرة.
في المستوى الثالث وضع صاحب الهرم “الصورة” التالي: [الاحتياجات الاجتماعية و حددها ب(الصداقة و العلاقات الحميمية و الاُسرية] اما البروفيسور قاسم حسين صالح وحول الاحتياجات الاجتماعية فقد وضع التالي: [ وتعني تكوين علاقات وصداقات مع الآخرين، ومشاركتهم له ومشاركته لهم في مناسبات الأفراح والأتراح.. وبدونها يعيش حالة اغتراب اجتماعي] انتهى.
وكأن من لم يحقق احتياجاته الفسيولوجية و احتياجات الأمان سيعتزل الناس و يقطع علاقات الصداقة و يمتنع عن المشاركة و المساهمة في الافراح و الاتراح. و العكس ايضاً حيث الكثير من البشر يفكر في عيادة المحروم و يساهم في تخفيف العبئ عليه و يحضر مناسباته.
اما المستوى الرابع/ الطبقة الرابعة وضع صاحب الهرم “الصورة” في هذا المستوى الحاجة الى التقدير كما التالي: [الهيبة و المكانة و الثقة و الشعور بالإنجاز] اما البروفيسور قاسم فقد وضع التالي: [ وتعني شعور الفرد بقيمته وأهميته، وما يمتلكه من قدرات وخبرات، وتقدير الآخرين له لاسيما في مجال عمله]…هنا كما أتصور ان صاحب الهرم اخذ واجبات الفرد او صفاته و مشاعره الشخصية…فالهيبة والمكانة يفرضها الشخص و هي ليست حاجة يطلبها من الغير اما الشعور بالإنتاج لا يحددها المقابل انما الشخص نفسه الذي يتمنى الانصاف و ليس سرقة المجهود اما الثقة فهي متبادلة فقد يثق الشخص بنفسه لكنه لا يثق بالآخر أولا يثق به الاخر.
اما القمة او المستوى الخامس فقد حدد فيه صاحب الهرم “الصورة” الاحتياجات التالية: [تحقيق الذات وشملت تحقيق الإنجازات والأنشطة الإبداعية]…في حين وضع البروفيسور قاسم التالي في هذا المستوى: [وتعني تحقيق الفرد لطموحاته العليا، وان يكون ما يريد ان يكون.. مميزا ومستقلا ومستثمرا لكل ما لديه من قدرات ومواهب في مجالات الحياة المختلفة والتخصصات المتنوعة].
هنا أقول: هل هناك حدود لطموحات الفرد؟ او هل هناك من كان/صار/اصبح كما أراد ان يكون/يصير/يصبح مميزاً ومستقلاً و مستثمراً لكل ما لديه من قُدرات و مواهب في مجالات الحياة المختلفة و التخصصات المتنوعة؟ انها و الله عبارة غريبة…تجعل الانسان الذي حقق احتياجات هذا المستوى في الهرم اتعس انسان لأنه كَّبَل قدراته و مهاراته و طموحاته و ما عاد يستطيع ان يكون مميزاً و لا مستقلاً.
بعد استعراض ما ورد في مستويات و طبقات هرم ماسلو للاحتياجات… يحضر سؤال وهو حاضر دائماً حيث لا غاب و لن يغيب وهو: في أي مستوى من تحقيق الاحتياجات يشعر الانسان بالسعادة؟ يقول البروفيسور قاسم عليه ان يحقق و يتحقق و يتأكد و يطمئن من انه حقق كل احتياجات في المستويات الأربعة الأولى و عليه ان يحقق و يتحقق و يؤكد تحقيق احتياجات المستوى الخامس من هرم ماسلو ليشعر الانسان بالسعادة…وهنا أسأل البروفيسور قاسم حسين صالح: كم عدد هؤلاء في تاريخ البشرية بما فيهم الأنبياء و الصالحين و العلماء و المتنفذين و المُلاك و الأثرياء و الفنانين و الفلاسفة من الاولين و الآخرين؟
كما اعتقد ان كل مستوى من مستويات هذا الهرم الفضائي النفسي/ النفساني الذي تورط في وضعه البروفيسور ابراهام ماسلو قبل ثمانية عقود يحتاج ان يفني الانسان كل عمره عسى ان ينجح في تحقيق جزء من تلك الاحتياجات و يطمئن على نفسه وعائلته و محيطه…و اعتقد ايضاً انه لو توقع ابراهام ماسلو انه سيأتي اليوم الذي يُعتبر فيه هرمه/ نظريته هذه افضل نظرية للسعادة لما نشر تلك النظرية و ما سمح بتداول و صورة لهرمه هذا و أكيد لمنع كل من يُشير اليه و يعلن براءته من ذلك الهرم و تلك النظرية و يطلب مقاضاة كل من يذكره او يتطرق اليه او يحلله او يكتب عنه.
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم
…