حتى كساني الحنين… *د.قيس جرجس

منبر العراق الحر :

أمي ترزح تحت جدار عمرها
كعتبة
ترفع سقف السماء
لنعبر إلى حضنها آمنين
وتجلس كمساء
ترتق جيبة الضوء
في روحي…
*
أبي الخائر العضلات
كان يهزّني
ويُمسك بي
بعضلات جملته
المفتولة
والمجدولة كجديلة شَعْر شقراء
يسفح معناها بضحكة
كذيل فرس تداعبه الريح…
*
أبي كان يُمسك بطرف الخيط
وأمي تُمسك بالإبرة
وكنتُ أنا دائم التعرّي
حتى كساني الحنين…
*
أبي كان بعيدا غريبا
كراعٍ في البراري المجهولة
وكان قريبا حنونا
كغناء الرعاة…
*
أبي في حلمه
كانت الأرض تتوكأ على عصاه
وتتوكأ السماء على رأسه
حتى سقط الطريق عليه
ومات مبتسما
كي يستقبلني بابتسامة
أنا أول من شهد على موته…

اترك رد