عُدنا كما جئنا إلى الأغرابِ.. سنيا مدوري

منبر العراق الحر :

لولا القصيدة ما حفرتُ مسيرتي
عكّازتي الكلماتُ، مُهرُ ضبابي
دوزنتها من محنتي ووهبتها
من نبض هذا القلب فيضَ شَرابي
مالي أجوب الأرض، كُلّي مَنزلٌ
تستوطنُ الأحزانُ في أعتابي
سأريقُ هذا الشعرَ حتّى ينتشي
حُزني، وتورق في المَدى أعْنابي
لا حزن بعد الآن نخْبي وحدةٌ
والقلبُ مجْبولٌ على الأنخابِ
منبوذةٌ من قومكم وخطيئتي
أني اختزلتُ الغيمَ في أهدابي
لملمتُ ذاتي، سَوْرتي وفجيعتي
ألقيتُ في اليمّ الرؤوف مُصابي
لولا الفجيعة ما تطاول حرفنا
وتعلّقت أشعارُنا بِسحاب
لا أهل بعد الآن، أهلي خلوتي
وقصائدي وملاحمي وكتابي
إني هنا حيث الصفاء، وأنتُمُ
حيثُ الظلام يُقيم في الألبابِ
سمّيتُ هذا اللّيلَ كلَّ حديقتي
وزرعت أنجمَهُ الكثارَ ببابي
وخلقتُ أزواجا لطين خَليَّتي
لا فُلكَ يسقط في اختبار غيابي
هذي المدائن كلّها من فكرتي
صمّمتُها ونذرتُكُمْ أتعابي
أنتَ الذي كنتَ المعاني كلّها
وسقطتَ سهْوًا من رُؤى إِعْرَابي
لا حرف يرفعُكَ احتمالَ رجوعنا
عُدنا كما جئنا إلى الأغرابِ..
سنيا مدوري

 

 

اترك رد