لماذا لا يظهر ألمهدي(ع)؟ عزيز حميد مجيد

منبر العراق الحر :

حين يحكم آلجهلاء الأرض ؛ كيف و لماذا و أين يظهر الأمام(ع)؟ و من يستقبله!؟ علماً أن الروايات أشارت إلى وجوب وجود 313 مؤمن صادق عارف على الأقل ليظهر .. كي يملأ الأرض قسطا و عدلاً .. و الله تعالى أبى أنْ يُسيّر الأمور إلّا بأسبابها!؟

لقد كلّفنا أكثر من نصف قرن من البحث و الجّهاد و العمل و التّحرك و الغربة و مُكابدة الأنظمة الجائرة و تقديم الشهداء كيّ نُعَلّم الناس و الشعب العراقيّ ألضّائع المنتهكة حقوقه و حرماته خصوصاً مع مستقبل أبنائهم .. كما أكثر الشعوب المستضعفة في الأرض لجهل و طغيان الفاسدين الذين إمتلأت بطونهم و جيوبهم و قصورهم بآلمال الحرام الذي حسبوه أنه سيخلدهم .. صمدنا رغم فقدان الناصر .. حتى ضحيّنا بنفوسنا و بمستقبل عوائلنا وقدّمنا رتلاً من الشهداء العظام الذين تراب أقدامهم أشرف من كل العراقيين و الناس أجمع .. بل كانوا هم جوهر الشرف الذي يشرّف الشرف!

كل ذلك لنُعلّم (الناس) بأنّ الحرية و الكرامة أغلى من المال و آلتسلط و مُحاصصة الحكم بإسلوب ديمقراطي و ولائي و جمهوري و تكنوقراطي و بيروقراطي و غيرها من المصطلحات اليونانية و الغربية لسرقة الناس .. و تلك هي أبشع أنواع الفساد و النفاق حتى في الأنظمة الجمهورية والديمقراطيّة و الملكيّة في الحكم؛ لأنها تعني الظلم و نهج الظالمين بعينه!

لإعتمادها مبدأ محاصصة ألأموال و المناصب و الحمايات و القصور من حقوق الناس لراحة و رفاه مجموعة حمايات و سواق و مقرّات و مخصصات الرؤوساء و الوزراء و النواب و المحافظين و غيرهم من الذيول الحيوانيّة – الجاهلة بمعنى الحياة و الوجود .. عبر تأمينها من حقوق الفقراء والمُعْدمين الذين يعيشون بلا أمان إقتصاديّ وأجتماعيّ وصحيّ وتعليميّ وخدمي أو مستقبل أبنائهم, يعني بإختصار: [تخريب حتى مستقبل الأجيال المسكينة القادمة]!

تلك هي الحقوق الطبيعيّة الضائعة التي أشرت لبعضها بحسب مُقرّرات (اليونسيف) و التي لا يعرفها أكبر مسؤول و أكثر أكاديمي العراق والامة .. ناهيك عن جهلهم بمقرّرات الأسلام و نظام الحكم العلويّ الذي يجهلونه جملة و تفصيلاً و الذي يأمر بآلعدل و الحريّة الموهوبة من السماء و ليس كقانون وضعيّ يقرّه العقل فقط كما عرضنا؛ بل كقانون كونيّ جعله الله تعالى كرامة منه للبشريّة و كحدّ بين المجتمع السعيد و الشقي .. تلك الكرامة التي بمسّها ينتهك الفاعل حرمة الله و عزته [لأن العزة لله و لرسوله و للمؤمنين].

و رغم تلك السنين العجاف و الغربة و التشريد و السجن و الجوع الذي لا قيناه و للآن لكننا أمضينا تلك الصفحات الكونية المشرقة التي كتبناها بآلدّم و الدّموع و للآن و التي عرضنا بعضها من خلال 40 كتاباً – خصوصاً كتابنا الموسوم بـ (صفحات مشرقة لتأريخ كونيّ) و كتاب محنة الفكر الأنساني) مع ألف ألف مقالة و محاضرة و لقاء عام و خاص؛ رغم كل ذلك ما زالت المحاصصة و للأسف قائمة من قبل الحاكمين و بلا حياء (لأن الحياء و الدين توأمان إن ذهب أحدهما ذهب الآخر), بحيث بات الفساد و نهب الرواتب و الحصص لديهم؛ هو ألجهاد ألأكبر و واجب في سبيل الله بحسب عقيدة الأحزاب و الحركات الفاسدة التي لا أستثني منها أحداً!

ففقدان قادة الاحزاب و الكتل للحياء و ألادب و الصدق سببه فقدان الفكر و آلمعرفة والأيمان بآلله من الأساس, و ذلك لأنهم بدل ذلك ملؤوا بطونهم و بآلمال الحرام بحيث ترى مظهرهم و إنتفاخ وجوههم مع الحمرة على وجناتهم كآلنساء العواهر في آلليالي الحمراء بلبنان و حتى العراق و العالم !

لذلك فأنّ الظلم سيبقى حاكماً بوجود هؤلاء و ما دام الشيطان حاضراً في مجالسهم و الله غائباً في أوساطهم ..
و هكذا فقدنا الأمل .. مع وجود بصيص أمل بزوالهم و الظلم لكن ببطء لإصرار و معاندة الفاسدين المتحاصصين لأدامة الظلم بحسب مقاسات جيوبهم من جانب و إنحطاط الوعي و الثقافة أيضاً لدى عموم الشعب(الشعوب) و المثقفين و الأعلامين و الساسة من فوقهم للأسف الشديد و بشكل خطير, لأن أفضلهم يعتبر ربع أو نصف مثقف و الخوف كل الخوف من أنصاف المثقفين!؟

لذا سيبقى(الفساد و الظلم) حاكماً و بقوة كلما إمتد الزمن مع هذا الوضع ؛ إذا لم نعي و نثقف أنفسنا بآلحكمة .. و رأس الحكمة مخافة الله و الغاية من وجودنا, و المنتديات الفكرية و الثقافية و الأدبية خير محل للمطارحات و المناقشات للخلاص بآلتمهيد إلى الظهور المبارك.

ولا أدري كم من السنين و القرون سنحتاج .. ليفهم العالم خصوصاً الشعب العراقيّ و غيره؛ معنى و مساوئ و خطورة(الفوارق الطبقيّة و الحقوقية) هذه المرة و التي لوحدها تسبّبت في شهادة كل الأنبياء و الأمام عليّ(ع) و الحسن و الحسين و كلّ الأئمة و المصلحين و
الفلاسفة و من سار على نهجهم من الشهداء العظام و لليوم لرفضهم محاصصة حقوق الناس لجيوب الرؤوساء و ذيولهم الفاسدين!؟

إن ذلك الظلم و الحيف والأجحاف و الغربة و الجوع و الشهادة قد وقعت على المصلحين والأنبياء والفلاسفة بآلدرجة الأولى لدعوتهم و لرفضهم التفريق في العطاء و الحقوق والرّواتب والخدمات بين ألناس, بعد ما إتّخذوا فلسفة ميكيافيلي المطبّقة في جميع حكومات العالم بدل فلسفة محمد (ص) و علي(ع)!؟

تلك معادلة مُؤلمة و قاسيّة, أخاف أن أرحل و يبقى الفساد مستمراً بلا حل للمناهج الفاسدة التي تحكم آلشعوب و تبعدها عن منقذها الغائب الذي ينتظر منّا ألتغيير بفعل المعرفة والوعي, نعم بقوة المعرفة والوعي, لأن القضية كبيرة جداً لا تُحلّ إلّا بآلوعي و الأيمان!

فآلأمام الغائب(ع) هو الذي ينتظرنا لقلب المعادلة أمام الفاسدين و ليس العكس كما يعتقد الجّهلاء للقضاء على منهج المحاصصة و المتحاصصين الذين يُريدون و أنظمة الإستكبار من ورائهم؛ التفريق في الحقوق والذي وحده سَبّبَ و يُسبّب الظلم على نهجهم القديم – الجديد, الذي بدأ من عصر هابيل ثم نمرود و معاوية و بني مروان و بني العباس و بني عثمان و بني صدام و شعلان وشمعون و أتباعهم من البدو و المعدان و لليوم بأغطية مختلفة حتى توحّدوا جميعاً تحت راية(المنظمة الأقتصادلة العالمية) و من الأغطية ؛ عشائرية؛ عصرية؛ ديمقراطية؛ صدرية؛ صدامية؛ جمهوريّة؛ حزبيّة؛ قومجيّة , و إنا لله و إنا إليه راجعون! والتفاصيل:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A-pdf

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

اترك رد