كانت الأرض من حولي ثابتة…..أحلام عثمان

منبر العراق الحر :

كنتُ سأغادر لو أن يدك لم تمتدّ بذاك التوحش
وتلتهم معصمي .
للأيادي أيضاً أفواهٌ شرسة ، حين تمسّ جلداً
رخواً يهتزّ بالرّفض ويتلّظى شهوة البقاء.
.
كانت الأرض من حولي ثابتة ،
حين انشغالي بكوكبين ترابيين يتوهّجان ارتباكاً في عينيك
ولربما كنتُ أقيس محيط وجهيّ لأكتشف الفارق بين امرأتيَّ المعكوستين.
.
في اللّقاءات ، تخاطر المرأة بنصف أنوثتها
وهي ترتبّ النصف الآخر وتخبّئهُ في حقيبتها
أو في حمالة صدرها وتصبّ لمعته بسرّتها.
و طالما يتعرّى بخبثٍ حين يوشوش الحب دمها.
.
حين كان الطقس غائماً
رفعتُ رأسي ،
وحدقّت طويلاً في السماء
السماء التي ماإن شددتَّني إليكَ بقوّة ، تقيأتُها .
.
أنا من بيئة فقيرة ،
لي أبٌ وأمٌّ من عائلة فقيرة أيضاً
من قرية يملك أهلها أفواهاً عريضة
تتّسع للأغاني والموسيقا
في الحرب ، لم يتركها أحد منهم
كنتُ الوحيدة التي لا تملك فماً يشبهها
رحلتُ وأنا أجرّ ورائي لغة منكوبة.
.
العدل ،
أن أمسك قلب الحب ، وأعصره بفم العالم .
ليكون .
قلتها لعابرةٍ كانت تلبس فستاناً ورديّاً،
تفوح من بين عرواته رائحة الأرض
امرأة جلستْ في منتصف العمر ،
وأشارت بإصبعها الوسطى لثقبٍ في صدر العالم.
أحلام عثمان

اترك رد