كلما تقدم بي الحزن….صفاء علي محمد

منبر العراق الحر :

كلما تقدم بي الحزن
أخاف أن ينضب وجهي
وتعلوه طحالب الصمت
أهرب من مصاصي الوقت
وأجري في عروقك
إلى مالا نهاية النبض
أتدفق فيك خضراء
دائمة الحب
أقطف ملامح الرضا
عن شجرة أمانك
وأردد فصولي الأربعة
نشيد خلود
2
ماذا لو توقفت إبر الكتابة
من سيخيط بعدي
جراح القصيدة
اللغة طبيبتي التجميلية
عندما تخذلني وسامة الحزن
كل ليلة أرتق ثوب بسمتي الوحيد
لأكمل المشهد البائس
إلى منتهاه
كذبة أخرى
حتى انتهاء المسرحية
هي لعنة الأسماء
تسلبني حق غيمة للاختباء
لصراخ الرعد في صلبي
لشتاء العمر
للموت
للبكاء
من حبر الليل أسيل
على خدي
كحل نصوص
هاربة
3
كنت سأعود أدراج الخيبة
لولا أن بلاد الحلم واسعة
ألقت بجلدها على عري طريقي
و ألبستني خيالها على قارعة اللجوء
فسكنت رقعة حبر
وتدليت من أكمام الغربة
لوحة عناق
ترتق فراغك فتتوالد الأغنيات
قبرات تمد رؤوسها من شقوق الوقت
كلما نثرت سنابل صوتك
على شرفة اللون
توهج صيف الحنين
سأنجو بظلك
كلما لفحتني الريح بحفيف النوم
أعدو في الذاكرة ولا أبرح في تمائم الأغصان
عشك
تحت جلدي وعي الفصول لسكراتها
لا يخمد ثوران النسغ
غير نبيذك
صحوة العرش
4
لتخلع المدن أسماءها
حتى ينام العابر منزوع الهوية
لا حواجز للحب
تقول نورسة وثقت براية الضباب
ومضت في ثقب الوضوح
بلا أجنحة
ثمن مؤاخاة الفضاء رصاصة
أنزلني إلى بر الخلاص
تعبت من المناداة على الراحلين
في الوجوه الملوحة باللوم
كخوف الجند الأعزل يبرق على نصل الموت
وداعاً أصفر
لا شطآن تبتلع موتاها
أراها تشيد الإنتظار قصوراً
وتدمن دفن الوقت
ما بين الصمت
وهدهدة التراتيل
آن لي أن أغفو
قصيدة من رمل
فيمحو الموج عن وجهي
كل التفاصيل .
صفاء علي محمد
سوريا

اترك رد