منبر العراق الحر :
يضيقُ بيَ الكونُ من كُلّ صوبٍ
فخُذني إلى كونِكَ الأوسعِ
إلى عُشبةٍ لم تَمُتْ في الصّحارى
إلى وجهِكَ الآخرِ الأنصعِ
أراكَ بكلِّ الجهاتِ ، وعقلِي
يتيهُ بأبعادِكَ الأربعِ
تغيبُ
فيُصبحُ قلبي غريبًا
كوِحشةِ نصٍّ بلا مطلعِ
وتنمُو المدامِعُ في ضفّتينَا
ويُسكَبُ ليلٌ على أضلُعِي
أنا مُذ عرفتُ الحياةَ وأمِي
تنامُ على قلبِها الموجَعِ
ومذ كنتُ في بالِ عشتارَ جُرحًا
تغذّتْ بدمعِي ولم تشبَعِ
ومُذ كنتُ غصّةَ نايٍ تشافَى
تئنُّ المواويلُ في مسمعِي
لِذا لم يكُن مدهِشًا أنّنِي
ألِفتُ الطريقَ بِحُزنٍ معِي
ألِفتُ عبورَ البحارِ غريقًا
ولمسَ السّماءِ بلا أذرُعِ
ألفتُ اللّيالي الحزينةِ حتّى ..
غزلتُ كواكِبَ مِن أدمُعي
مددتُّ يديَّ لكي تحتويها
ولكنْ غدوتُ بلا إصبعِ !
لماذا الذينَ نُحبّ بصدقٍ
يخونونَ أكثرَ ممّا نعِي !
____