منبر العراق الحر :
المرأةُ التي تحترفُ الصَّيد
تُغريها الشِّبَاكُ المثقوبة
والفرائسُ السَّريعةُ الهاربة
المرأةُ التي تجيدُ الرَّقص
تذبحُ بكل ليونتها
عنقَ الدِّيك إذا تألَّمَ
المرأة
التي بكلِّ دِقّة
ترسم زاوية العين
كذئبةٍ
لا تتقن دورَ الضّحيَّة
بل تقلِّمُ المخالبَ جيّداً
لتقُصُّ حبالَ الصَّرخةِ
قبلَ خروجها
المرأةُ التي تضحكُ الحزنَ
بأعلى صوتِها
تطفو على دمعِ قلبها
خشبةٌ
تقتلُ كلَّ العابثين
بماءِ نوحها
ولا تغرق
٢
درَّبتُ نفسي أن أمشي
في العتمة دون تعثُّر !
كي أتهيَّأ للعيش بدونك .
كنتُ أقوم بكل ماتتخيله،
أستيقظ باكراً
أغسل وجهي
أشرب القهوة
أحضِّر طعامي
آخذ حماماً ساخناً
أخرج إلى الشارع، أدخِّنُ السجائر
أشتري بعض الحاجيات
أعود للمنزل
أقرأ
أكتب
أغنِّي
أرقص …
دون أن أفتح عينيَّ لحظة !
كي أتهيَّأ للعيش بدونك
أنا الآن
بدونك ..
أفتح عينيّ جيداً حين أمشي
أتعثَّر في كل خطوة أخطوها
أقع عن سريري الفارغ كل صباح
أُشعل رؤوس أصابعي العشرة بنار قداحتي
أطفئ أعقاب السجائر بباطن كفي
أسفُّ تراب وجهك خيالاً إذ أجوع
أبلله بالدمع عند عطشي
وأستحمُّ بطينك حين اشتياقي ..
أنا الآن ..
بدونك
أقنعُ العتمةَ المتراكمةَ في داخلي
أن الضوءَ وهمُ الطريق
وحجّةُ الأعمى كي يرى
وأنَّ البصيرةَ مزحةٌ ثقيلةٌ
على القلوبِ المطفأة
وأنتَ ..
تقفُ هناك
على بعد غيابٍ ونصف
أراك
تنظر إليّ وتبتسم
بيمينك شعلة تحملها
وبالأخرى تمدُّ عكازَكَ
وتقترب
أنا ..
أُسقِطُ عصاكَ بقدمي
أدير ظهري لك
و للضوء
وأتبعُ فيكَ ظلِّي .