* أسراب الضجر * **********بقلمي : ميساء علي دكدوك

منبر العراق الحر :
ذاتَ ليلٍ
تركوا المدينةَ للّصوصِ
قساةٌ قلوبُهم،لم يؤمنوا
ولم يتّقَوا
ذبحوا اليمامَ والعصافيرَ
أحرقوا الجنائنَ والنّخيلَ والياسمين
وجوهٌ من ثلجٍ أسودٍ
يتأبّطونَ صدأَ بني العبّاد
وعفنَ بني قريظةَ وثمودَ وعادَ
الناياتُ تنزفُ على الخارجينَ من
قرطبةَ وفلسطينَ والّلواء
تنزف على …
المهاجرينَ اللاجئينَ في الأصقاع
فراشاتُ رأسي تدّخرُ حزناً دامياً
وثلجاً محموماً
الخيامُ عاريةٌ، حافيةٌ
مدينتُنا قرنفلةٌ ذابلةٌ
تدلّتْ مكتئبةً والشّاطىءُ بعيدٌ،بعيد
الوطنُ يغفُو بين ذراعَي الموتِ
من سيغسلُ صدأَ الأغبياء؟!
وذاكَ الذي يدّعي العشقَ
تغريهِ رائحةُ نبيذِ الهروب في أجنحةِ العنادلِ المهاجرة
يَنتشي برائحةِجراحِ العجائزِ المكتوية
بنارِ العُزلةِ والهجرِ والقلق والخوف
وهؤلاء الّذين يدّعون الانتماء
يسحبونَ الأفقَ خلفَهم
يغضّونَ النّظرَ عن هشاشةِ الوقتِ
وعن أرقي من الهزائمِ التي تصهلُ
في ذاكرتي
يلقّنونَ هواءَهم الدّربَ إلى أنوفِنا
مشغولين برصفِ الطرُق لأحذيتِهم
المسْتوردةِ
لم تَعدْ زنابِقُهم تحتَملُ زفيرَنا
يحسّونَنا على حرقِ أنفسنا
يُحسّونَنا على مغادرةِ مدينتِنا في
سفائنِ الموتِ.
……………ميساء علي دكدوك
١٩ تعليقًا

اترك رد