حقول النور وأنتَ– قصيدة سردية…..رشا السيد احمد

منبر العراق الحر :

ويأتي تشرين حاملاً بين يديه كلماتك الأولى وبحة صوتك
السمر يداعب قلبي بإبتسامة
بينما ينبت الندى على ورود حكاياتنا البيضاء
النجوم يغريها إخضرار الشغف الذي في عيني للحياة وفي الحقيقة سره أنتَ أيها البعيد
حين تمرك العواصف وتمضي لا تبقى مسمراً في اللا شيء
بل أعد قلبك لمكانه
لا تعد من الموت بموت أشد
فالشمس ما زالت تطلع على المشارق
تنثر حقول النور كل صباح وفي كفها قلائد من جمان الأسرار الملونة
و هنا هذه الروح الشفيفة جدا ما زالت تعانق كأس الأبدية كلما نادها المطلق تصيبني بالذهول هذه الأيام التي جاءت تبشر بالقيامة
فوقفت طفلة مشدوهة تطالع من البعيد الطوفان وهو يتنزل من السماء
و زلزال مزق كل الصور بقسوة
وتركها تسافر عبر الماء والطين
أيها الملاك الشفيف يا صديقي أفتح جنات الشعر و بوابات العبور
الشعر سفر الروح
وطيوره الملونة المتكلمة بلغة النور
تشعرني بلطافة الوجود رغم كل هذا الدمار الذي راح يلتهم الأحلام
قلبي ملاك يسافر بأجنحة الشعر أنى يشاء
أريد للشعِرِ العربي دائماً أن يبقى محلقا في المطلق متوجا بالأقمار و يرتدي الديباج ويتمنطق بالبرق
ويغسل وجهه في الصباح برحيق الرؤى ويشرب كأساً مزاجها الأخبار السعيدة
وينام في قلبي سعيداً
لا أريده مغموساً بالطوفان
أريد شعرا يهذي فرحا ويغني طرباً بينما يلج الأبواب الخفية
وأريد للقصائد أطواقاً مزينة بالنجوم و خلاخيل شرقية العطر
أريد لها الخلود بعيداً عن الريح الصفراء الموجعة
ولو أننا كشعراء وأن سكنا في سموات الأبدية
لا بد أن نمر من باب الموت لتحلق الروح في عالم من سلام
أريد أن يكون الشعر هذا المساء بإبتسامة عريضة ووجه عربي وسيم
يشعرني أنه ابن العصور الذهبية وأن يكون أدعج العينين
عيون إن أشعَرَتْ أثمَلتْ وأن صمتت فتحت لها الأبواب السرية
وأن نّطقت صار الكون كله مهرجاناً للفرح
أما أنت أيها الماكث قصياً بين فكي القلق والتعب والشوق
أطمأن …!
ما زلت تتنقل معي في أرجاء الكون وتسير في عروقي
فأنا بدونك قصيدة بلا مجازات و ياسمينة بلا أقراط
أتعلم حاولت اليوم تناسي الأخبار الموجعة
و عبرت عدة مدن في سفري و راقني جدا تلك الأشجار الياقوتية المعلقة في السماء أذكرتني بساحلنا السوري البهي
كانت تسير معي على جانب الطريق وتحادثني عن سماوات الجمال البعيدة التي كنا نجوبها معاً
بينما كانت تلملم أشعة الشمس الصباحية بإيديها وتنثرها برفق على وجهي من النوافذ
رحت أرتب غُرتك على مهل
وأسافر تارة في محاجرك المترعة بألف قصيدة من جمال وتعب
و تارة أتطاير فراشة صغيرة من نور تقبل وجهك وهي تسمع قصصك
في طريق تلك المدينة الصغيرة الحالمة البعيدة عن وطني رأيت ياسمينة دمشقية
آه يا دمشق أيتها العشق الأبدي فينا ..
ما أحر الشوق داخلنا إليك وما أطول الطريق لعينيك بينما ما زال ياسمينك يفوح عطره في أرواحنا ورغم الطبيعة التي تقيم كرنفال جمال ندي حولي في طريق فراي بيرغ *
Frieberg
إلا إن قلبي يتوق ليلثم هواؤك
فأستلب أجنحة الريح لأعانق وجهك الحبيب
كيف صرنا هكذا حكايات توزعت في أرجاء المجاهيل البعيدة
كيف صرنا مواويل شرقية في مدن الأرض وقصة شوق لا تنتهي
أم أن الله أراد أن يزين الكون بياسمين الشام ؟!
اسمع يا فلقة الروح القصي القريب ..
يا من قرأ كتاب روحي الخفي بتمهل تشكيلي
ما زلت أنا كما أنا …
شاعرة معجونة بياسمين دمشق متوجة بالسنابل الخضراء وغصن زيتون وسأبقى معجونة بك وبالوطن لأبد الأبدين .
سيدة المعبد
فراي بيرغ : مدينة صغيرة ساحرة تابعة لمدينة درزن الجميلة الواقعة شرقي ألمانيا

اترك رد