أول دفقة بن …قصة قصيرة… بقلمي هدى عز الدين

منبر العراق الحر :
في المقهى الحزين
يجالسه الأنين
وحتى آخر موعد كان عبده ينتظر مكالمة لتغير
هذا الحزن الذي بات في قلبه منذ ليلة الفراق،
صوتها القديم، كانت
تعد لليلة تجمع بينه وبين عنادها المعتاد وقد بلغت عامها العشرين،
سكب الصبر في كأس الانتظار
ونظرات عينية بين الهاتف وأمواج البحر المتلاطم على شاطئ الحب بمنطقة سيدي جابر،
يلهو مع أفكاره ويتبادل الحديث مرة مع قلبه ومرات مع عقله،
بعد أن فرغ من فنجانه الخامس
مرت تلك الغجرية التى أعتادت التجول داخل المقهى كل ليلة،
وعجيب أنها تبرد ناره
الهادئة،
قلبت الموازين مع أول دفقة بن
حيث تتبين أصل خطوط
الفنجان،
وهو يتساءل: هل للعرافين
قدرة على فك سطوة
الحب وإطفاء نار الحنين،
تقول العارفة في صوت أشبه بصوت رجل اعتاد التدخين بشراهة: عبده، لا تنتظر البرق
وتنسى ليالي الشتاء،
لا تجمع الزهور من حديقة البخلاء،
تعلم، يا ولدي، أن بعد كل ليل نهار،
ولك مستقبل يليق بالعظماء،
ثم أردفت: نعم معك في حافظة الحب أنثى تجميع بين عطاء الحب
وتختصر الإخلاص…
وهو يسمعها ويحاول أن يرجع ثانية إلى هاتفه الجوال،
ومع حديث الغجرية بين حقائق يعلمها ومستقبل لا يمكن له تصديقه،
وجد يدا تهزه بلطف وصوت طفل يقول:
جدي، استيقظ، فقد فاتك موعد الدواء.
========================================
==========================

اترك رد