نبع الحياة و الخلود…هدى الجلاب

منبر العراق الحر :

يُتوهني بَعضي عنْ بَعضي
خلفَ منضدة تشهدُ مَرايا شغبي
يُواجهني قدر
يُجيّش شغفي
يُحوّم الولع
و يَسفح دمعات
ليُغرِق الوريقات المُغادرة بلا ندم
بعيون فاترة أرمق حولي و أبتلع غصّات خانقة
كمْ جَرّب الواقع سحب أطرافي
يراني أتكمش بشِباك أوهامي
كسمكة غبيّة تخشى النور
كأنْ يُهديكَ أحدهم وردة جوريّة
أو تفاحة حمراء
يتودد راغباً حالماً
و أنت لا أصابع لديك
لتستطيع تناول ذلك الشعور
تسأل السماء أنْ تعطيه مَطراً طيباً
فتبكي الأشياء ذارفة دموع القهر المكتوم
كلّ فترة تنسابُ قصّص مُبكية
تنطق لها الأحجار
بلا حول
يخيم الصمت البخيل
فيشمت ليل و يتطاول قلق
يستكثر النوم و بعض راحة للجفون
ثمّ يطلع الصبح عابسا
قبل رحيل السطور المسافرة
وحدي أجالس الزاوية الدامعة
أمسح بأكمام مُبتلة
ما علق مِنْ أملاح
على السطوح الباهتة
أسأل: كيف أتجاوب
مع الراغب
و أنا لا أملكني
أقول كي يتركني المفتون و شأني
مع خيالات اعتدتها و اعتادت مس الجنون
– يا أنت دعكَ مِن عودِي اليائس المبتور
يجيب بغروره:
أواه كمْ أحبّ نسيج الأخشاب
كمْ تغريني الألوان الترابيّة
و عبق عبيرها السحري
بثقة يردف: بفنّي سأصنع مِن عودك تحفة نادرة
تتألق وسط العصور
أتجاهل إغراء إصراره
و أهربُ نحو سطور
يُنادي مِن الهاتف المحمول:
موتي وحيدة إذن
عيشي دونَ نبض
يا جاحدة
كمْ أتمنى لو أهديكِ
نبع الحياة و الخلود
أهربُ ثانية
أغلق أبواب الحواس
و نوافذ المشاعر
لتنطق المُخيلة و تصرخ وحيدة باكية
..
.. هُدى محمد وجيه الجلاّب ..

اترك رد