منبر العراق الحر :
هذا أبي يعود إلى لأرض ليملأها حبّا وعدلا وسلاما
لم يكن حُلما
لمستُ يديه المخضرّتين
رأيتُ سفينته الشّاهقة تشقُّ السّحاب
لم يكن حذاءُه مثقوبا من البرد
قلتُ: ها أبي لِم رحلت بالشّمس معك؟
بعدك لا خبز
لا فرح في البيت
لم يكن حلما
أخرج من تحت عباءته كيسا مملوءا بلابل وأطلقها في الفضاء فاستحالت أشجارا وقصورا
نفخ في الكيس ثانية ثمّ أطلق من راحتية الأيّام والحمام
وقال: هذه أيامكم المنقوصة
هذه أوقاتكم المحبوسة في الحروب وفي ألسنة الحاكمين
خذوها
اِلعبوا
لن يعكّر مزاجكم السّفر أو صافرة القطارات
اقتربت منه لأراني في لمعة عينيه كما كنت أفعل
رأيت بلادا تبتلعها الغصص
أطفالا يلتقطون ألعابهم من المزابل
رأيت حوامل يجهضن عند الشجرة
ولا نبيّ يخيط الأرحام
٦