منبر العراق الحر :
ما تساوى ملحُ الأدمعِ بعذبٍ فرات
والقلبُ إن شكا ولهًا
ليس من سلوى له غيرُ الهمسات
كم ارتجفَ الودُّ من سحرِ عينيك!
فودَّ لو يحيا لتلّكَ اللّحظات
أراني في حبِّكَ مسيّرةً
وأراكَ خياري الوحيد
وأعلمُ أنَّ السّعد بعشقكَ غيرُ بعيد
كم بحثَ الهائمُ عن أربابهِ!
وكم فاحَ العطرُ بذكرِ أحبابه!
كلّما نادت براعمُ الحبِّ عاشقًا
سُدّدت سهامُ شذاك
في السّرائر والوريد
كلّما تراءى حبُّك
سلا القلبُ جراحهُ
فما أدراك…
عند كسرِ الخواطرِ وحزنِ المُريد
كيفَ رُميت كالمراسي في البحر أعذارُهُ؟
فلا مناصَ لجائرٍ إذا أُبرمَ الحكمُ السّديد
مولاي…
استوطن النّبضُ بين القوافي والشّطور
وأباحَ عندَ لهفاتِ عشقكَ ما هو محظور
همسُ تسبيحِكَ وحيٌ من صهيلِ الحلمِ
في هياكلِ الحبور
كعصا موسى…
حين فلقت الموجَ دربًا للعبور
كم غامر شوقي مسافرًا هائمًا للّقاء!
وورودي من أجلكَ
تعهّدت الوفاءَ للعطرِ في أحضان الإناء
وَلَهُ الرّحيقِ أغرى الهائمُ
والشّهدُ تلألأ في ابتساماتِ الحياء
عشقكَ رائعةُ قلبٍ يغنّي الحبّ
فتضجُّ المهجُ وصلاً وهناء
