دُوحٌ مُزهرةٌ بالآهِ …………..ميساء علي دكدوك

منبر العراق الحر :
أَظنُّ،أَعودُ لليقينِ، ثم أَظنّ
تراتيلُ خريفٍ صقيعٍ تَسود
ركامٌ من ظنونٍ في الأَعماق
صَفَحاتٌ ضلّت طَريقَها
ماءٌ يَنأَى عن الوجُوه
زمنٌ مُرٌّ، موغِلٌ بالإِنكسار
شَاخَتِ الأَناشيد ُوشاختِ الأَقلام
الآمالُ تَشرنَقَت في محاراتِها
مذبوحةً بالنَّشيجِ
حِرابٌ تَفجأُ الصّدور
ماالذي يحدثُ؟!
هياكلٌ خرابٌ، بذورٌ مزوّرةّ
لم تأتِ سنبلةٌ يسامرُها النّدى
يضيقُ فيها الحقلُ
هجرَ القمحُ المشاكسُ
هل اِرتقَى يعقوب؟!
خزائنُ الفرعونِ فيضّ بالأَسرار
غربةُ مريرةِ حَدّ الإِنتشاء
لم يتّعظ أيّ سيّد من حدباءٍ أو شِعرٍ
أَو صراخٍ
غاصُوا في طينِ السّيادة
ماالذي يحدثُ في هذا الفَراغِ الموجعِ حدً
النَّحيبِ الهادرِ؟!
التّيهُ يُزلزلُ الأَرواحَ
أَدورُ بفراغٍ خَصيبٍ، والإِنتماءُ إلى اللامكانِ، إلى اللازَمان
الذّلُّ والقتلُ من الأَهلِ والجيران
اِقتَلعُوني من الماءِ وقيَّدوني بجِيدِ الجِمار
جَفّت في عروقِي الأَبجدياتُ والبحار
فَقدتُ ثورةَ الموجِ والملحَ والزّاد
أَرنو باِتّجاه القاعِ
أَرنو بكلّ اِتّجاه
أَرى العُراةَ، الأَمواتَ مابرحُوا المكان
أَشمُّ رائحةَ زعافِ اِغتيالي
هل أَحملُ في كفّي الموتَ والنّعشَ وهذا الجنون؟!
هل أُعلنُ بدايةَ الأُهزوجةِ الرّطيبة واكتمالِ الفَراغ؟!
يعلو صوتُ العزفِ العَقيم
تَنحرفُ القلوبُ
تتعدّد الوجوهُ
وجهٌ مغمّسٌ في اللّذة
وجهٌ مقمّرٌ بصمتِ الكَذِب
وجهٌ يُصفّقُ لسهامِ اللّهوِ والإِغراءِ
وجهٌ منقّبٌ بوشاحِ النّفاق
وجهٌ شَحيبٌ بأَزهارِ مِقصلةِ
وجوهٌ عديدةٌ،عرجاءُ،سائرةٌ،شاردةٌ،باردةٌ ضاحكةٌ من عميقِ جراحِها
تعومُ في بحارِ العَوزِ والقَلق والخَوفِ
تباركَ الإلهُ
قبلَ أَوّلِ أَمسٍ كنتُ أَتحدّثُ عن…
اِنسيابِ الحبّ في القصيدِ وكيف تحدثُ
المعجزاتُ
كنتُ أَتحدّثُ عن هزيمةِ غولِ الدُّجى والقُبحِ وحمّالاتِ الحَطَبِ والسّاحرات
ما أَوسعَ فضاءَ النّفاق!
ماأَطولَ هذا الدّاجي المُخيّم، الرّزين
ببرودتِه وقُبحِه
جَلدٌ وسِياطّ
تَناثُرُ الآمالِ في كهوفِ الإِنعاش
اِستبدالُ الغَيمِ بواحاتِ السَّراب
هروبُ الحملانِ
وحلولُ الذّئاب
ماالذي لايُمكن…
أَن يَحدثَ لي بعد كلّ هذا الشقاء؟!
ماالذي لايمكنُ أَن يَحدثَ لي بعد أَن…
غَيَّبوني عن الماء؟!
تَرمّدَت ذاكرةُ الحُبّ
عَضَّت على شَفتَيها السّماء
تُهتُ في مداراتٍ داجيةٍ
لم أَعُد أَعرف أَينَ أَنا، لم أَعد أَعرفُ…
كم أَبعدُ عَنّي
لم أَعد أذكرُ أَنّني إِنّي …
يا إلهي
متى يُباغِتُني زمنٌ صَيفيُّ القَسَماتِ
لأُنشدَ للحُبّ وأُغنّي
يا إِلهَ الشّعرِ أَعنّي قبلَ أَن يَتَجرّأَ التّرابُ
ويَمدَّ ثَغرَه لاِمتصاصِ مابَقيَ مِنْ دِنّي.
……………ميساء علي دكدوك

اترك رد