عن رواية الخبز الحافي ….نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
هنا مع شكري أن أعود إليه حين تجذبني سرديات المدينة إلى نافذة الليل حيث الروائي الذي عرف الليل هنا عن طريق البارات والمواخير والغرف نصف المضاءة والباردة، لقد نقل شكري ليل حياته وجذب إليه ليل طنجة فكانت رواية الخبز الحافي.
قال الشعيري: أن تجعل الليل صورة لبؤسك وتعممه على ليالي الآخرين عن طريق بهارات الشهوة والجنس والتذمر والتسكع هذه (رامبوية) نجح فيها شكري لأنه كان ذكيا، علَّم نفسه بنفسه، وكأنه يشعر إن طنجة كانت متهيئة لتخرج علنًا إلى العالمِ عن طريق فضائح سيرته الذاتية، الخمر والنساء والصعلكة، ولكنه حين كبر نضجت روحه وعرف طنجة تستحق أكثر وأكبر من الخبز الحافي، فصار يدافع عن وجودها حتى أمام المشاهير الذين عاشوا فيها ومنهم بول بولز، وجان جينيه، وآخرين.
قلت متسائلا: لا أدري لماذا لم يفكر الشاعر الفرنسي أرثور رامبو بزيارة طنجة، هو يعشق حياة البحَّرة، وفي طنجة قراصنة وبحَّارة من جميع أنحاء العالم، لقد فضَّل عدن البعيدة على طنجة القريبة، وربما شعر إن الأمازيغ يفضِّلون الحرب بالسيوف لا بالبنادق، وإنهم ليسوا بدائيون ليخدعهم ببنادق صدئة كما فعلها مع الأفارقة من أهل الحبشة.
لكنّي لا اعرف لماذا أمتلكُ القناعة إن ارثور رامبو يعرفُ طنجة جيدا وإنها من بعض أحلامه، وربما مرض الكنكرين الذي أصاب قدميه وتم بترها منعه أن تكون المغرب وطنجة وجهته الثانية، وأغلبُ الظنِّ انه كان يتمنى أن يبيع البنادق على ولاة مدن الصحراء في جهة مراكش وفاس ومكناس.
قال الأشعري: أقرأُ عن “رامبو” شاعرا، ولم أعرف إنه زار طنجة، لكن طنجة تعرف “رامبو” آخر هو “سيلفستر ستالون” في سلسلة أفلامه التي لا نحبها؛ لأنها تمجد بالذات الأمريكية التي احتلت بلادكم.
أعترفُ إن أي طنجاويّ يعرف إنني عراقي يسحبني إلى جهة السياسة، وبسبب هذا كان علي اكتشاف طرقا للهروب من نقاش أجده عقيما.
وها هو الشعيري يكرر أمامي: يا رجل أمريكا تحتل العراق..؟!
أردُّ عليه: العراق لا يحتل، يمرُّ بمحنة سرعان ما يغادرها لأنَّ الناس هناك منذ سومر وبابل وآشور تحبُّ الحرية وتراب الوطن ونخيله.
يرد ضاحكا: وسفينة نوح ؟
قلت: نعم وسفينة نوح.

.
قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏تحتوي على النص '‏الخبز الحافي كتبته من خالی حشائي، أما "أرمن" الأخطاء أمنالأخطاء_فققط فقط هتبته 武4 من خلال تأملاتي محمد محمد_شكري محد_نیهری البهري شجري‏'‏

 

اترك رد