فساد مُكرّر مع الأصرار !؟ عزيز حميد مجيد

منبر العراق الحر :

في عام 2008م إستضافت بغداد مؤتمر القمة العربية, و الدولة العراقية أنذاك كانت في بدايتها لا يعرف الرئيس و لا الوزير و لا النائب فيه العدو من الصديق و المحايد و للآن يغطون في سبات و هم ينامون على أكداس الدولارات الحرام .. كلّ يجرّ و يصرح حسب هواه و منافعه .. أحدهم شمالاً و الآخر جنوباً و اخر شرقا وغيره غرباً و هكذا .. حتى لو تعطلت الدنيا كلها و ليس العراق فقط كما هو حاله دائماً..

لعلي الوحيد الذي رفضت إنعقاد تلك القمة في بغداد و بقوة في وقتها, لمعرفتي بخفايا و نوايا حكام العرب و نتائج ذلك المؤتمر كما المؤتمرات السابقة التي كانت تكلف المليارات أحياناً سواءاً زمن المقبور صدام أو بعده و النتيجة كما يقول المثل العراقي ليس فقط [صفر بآليد إحصان], بل أضرار بآلبنى التحتية و البشرية الدّنيوية و آلآخروية!

لذلك كتبتُ مجموعة من المقالات بيّنت لهم الحقيقة و المآسي الواقعة حتى توسلت في بعضها طالباً منهم عدم عقد المؤتمر في بغداد لأنها ستكون كارثة و خسارة كبيرة لا يتصورها ألعراقي أو أحزاب السلطة .. سوى العارف الحكيم لوحده, و أتذكر واحدة من تلك المقالات كانت بعنوان؛[أيها العربان : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين].

لكن لم نرى آذان صاغية لتلك النداآت و التوسلات و الدعوات الملحة لرفض إنعقاد المؤتمر في بغداد و بتلك الظروف, بسبب الجهل الذي قوّض و ما زال ساسة العراق و حين عقد و تمّ صرف بحدود 10 مليار دولار – بآلحقيقة سرقة 10 مليار دولار – من الخزينة الأنفجارية و كأنها إرث مقدم من أجداد رئيس الوزراء الجاهل وقتها, و لمجرد إنتهاء المؤتمر إنطلق الأرهاب و القتل و الذبح في العراق في اليوم الثاني مباشرة وّ تمّ تطويق بغداد و كادت تسقط لولا فتوى المرجعية التي أنقذت الموقف بإعجوبة يتذكرها العراقيين!؟

المهم كانت نشوة التشلط و الأموال المليارية الحرام و هوى الرئاسة قد ضربت جميع المتحاصصين .. حتى طوينا تلك الصفحات قبل عقدين, كما مئات الصفحات المؤلمة و الدامية التي خلّفتها المحاصصة الهجينة و الأحزاب الجاهلية فيما بعد بكل مسمّياتها خصوصا دعاة السلطة العار الممسوخين و تمّ هدر أموال و طاقات و أعمار و جهود العراقيين و كأن البلد كان يدور في صحن ثابت داخل صالة قمار عالمي بلا نتيجة أو تغيير نحو الأحسن رغم ميزانيتها العظيمة التي تكفي لبناء عشرين دولة, و للآن تدور حول نفسها و صراعها على الرئاسات و الحكم فقط و بإستمرار مع سبق الأصرار و بغباء مفرط و كأنه لا آخرة ولا حساب و لا كتاب بإنتظارهم!؟

اليوم و بعد تلك الصفحات السوداء إنبرت حكومة السوداني السوداء لتكرّر نفس الفساد بمباركة الإطار, فحكومات العرب (البدو) و (المعدان) الخليجية معهم لم ترى حكومة دنيّة و حقيرة أكثر من حكومة العراق لتأكل و تبني برأسها بلادها و تؤسس دوائرها وتحقق آمالها بقوت الفقراء غير شعب العراق الذي ما زال يقوده أجهل وأخبث وأغبى و اقسى الناس قلباً و عقلاً كصدام لأن أمرهم بيد غيرهم.

فحين لا يعرفون(المتحاصصون) أنواع الحكومات في العالم ولا الجذور الفلسفية للأنظمة السياسة؛ من الطبيعي أن يبرز مثل عباس البياتي و الجعفري و المالكي لعلنوا بجهل مطبق بأن حكومة كندا حكومة متحاصصة, و هكذا معظم حكومات الغرب!!!!؟؟؟

المحنة الجديدة و المكررة قد بدأت اليوم مرة أخرى بعد ما أعربت حكومة السوداني السوداء عن ترحيبها بقرار مجلس وزراء الإعلام العرب الخاص باستضافة بغداد، دار السلام و الأخوّة؛ أعمالَ الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب، المقرر انعقادها في 2025، واختيار العراق لرئاستها – فما قيمة العرب .. حتى يكون قيمة للعراق!؟ و هكذا كما كانت تستضيف مثل تلك المؤتمرات على حساب حقوق و لقمة الفقراء, حيث يأتون و ينامون و يرتعون و يأكلون و يأخذون الأموال و يعربدون بلا أي ثمر و فائدة, سوى إصدار ورقة فيها بعض (الشخابيط) التي تعرض في الأعلام و التأريخ يشهد, حيث لم نجد ليس أيّ فائدة منها للعراق بل حتى لغيرها سوى للحكام العرب بل و فوقها تكاثر الفساد والظلم والطبقية و تكريس الظلم و تظاهرهم الكاذب .. أننا .. و سوف ووو..

لقد أعلن العراق المنهوب و المغضوب عليه داخليا و خارجياً؛ تكريس كامل الدعم والإسناد (للعمل العربي المشترك) و هو أساسا لا عمل عربي, سوى الفساد و الخنوع و العمالة و قتل الشعوب بشتى الوسائل و المؤآمرات!

تقول الحكومة العراقية بلا حياء؛ نسعى بكل ما من شأنه تعضيد روابط التعاون والتكامل العربي، وفي مختلف المجالات؛ من أجل توثيق الروابط و مواجهة التحديات وتجاوز المصاعب، وهو ما أكده الوفد العراقي المشارك في الدورة 54، التي اختتمت أعمالها في البحرين، وما بذله من جهود مقدرة في هذا المضمار. و البحرين بآلمناسبة منطلق لضرب العراق حتى عسكرياً !؟

و هكذا تختلق العبارات و البيانات الفارغة بهذا الشأن من خلال إعلامنا المؤدلج الأصفر الفاقد للفكر و الفلسفة و منها : تجدّد الحكومة العراقية من أقوالها الفارغة بدعوتها لتبني رؤية عربية مشتركة، للإعلام المسؤول والملتزم والصادق- الأعلام المسؤول و الملتزم و الصادق – و الحال لا تجد حتى خطاب مشترك و معقول بين محطتين عراقيتين!!؟؟

و هكذا إستمرت تلك الأكاذيب بقولهم .. المؤتمر لخدمة قضايا عالمنا العربي والإسلامي، ومجابهة مخاطر التزييف المعلوماتي والتضليل، التي تهدد ثقافتنا – لا أدري أية ثقافة يقصدونها – ثقافة الفساد و النهب و الفوارق الطبقية و الحقوقية ؛ أم ثقافة العمالة و الخداع و تحاصص قوت الفقراء !!؟؟

و يقول الناطق بإسم الحكومة العراقية باسم العوادي : نسعى لحفظ قيمنا و أسسنا الاجتماعية وقيمنا الحضارية والإنسانية!!

فأيّة قيمة أو أساس أجتماعي و حضاري و إنساني يُعنونه و هل الحكام يعرفون مبادئ الحضارة و مقومات النهضة !؟

هل الفساد المالي و الصحي و التربوي و الأخلاق و الطبقي الذي وصل القمة و غَيّر ملامح و سلوك و أخلاق العراقيين و حتى العرب!؟

أَ لَا يوجد قليل من الحياء و الدين يا ناس !!؟

إلى أين يريد المتحاصصون جرّ آلعراق!!؟

أَ لا يكفيكم هدر أكثر من ترليوني دولار و تخريب أخلاق الشعب بسبب جهلكم و فسادكم و سرقاتكم التي شارككم فيها العرب و الأعاجم خصوصا الأردن و لبنان و سوريا و مصر و تركيا و الهند و دول الخليج وحتى الغرب!!؟

أَ لَا يكفيكم توقيع الإتفاقيات الخيانية المهينة مع الأسياد لجعل كل إقتصاد و دولار العراق رهن أيديهم!؟

لماذا تكررون و تصرون على تحطيم العراق و هدم أخلاقه و قيمه و مستقبله و مستقبل أجياله المسكينة القادمة و حتى تخريب واجهات مدنه و تأريخ تمدنه و إقتصاده لمصلحة العربان و الغربان و الشرق و الغرب !!؟

هل ماتت ضمائركم تماماً إلى هذا الحدّ بسبب لقمة الحرام التي ملأت بطونهم و كروشكم حتى بدت تطفح إفراز الميكروبات و الدهون الصفراء من على أخاديدكم الملوثة القبيحة!؟

و نُكرر ما أعلناه قبل عقدين تقريباً أثناء مؤتمر القمة العرب: [أيها العربان و الحكومة العراقية : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين]؟

و إنا لله و إنا إليه راجعون. و نأمل من التيار الوطني الشيعي أن ينقذ هذا الوضع عاجلا ًلا آجلاً .. لأن القوم يتعاملون و كأنهم على أبواب تعطيل العراق, يعني (مال تعزيلة)!!؟

العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

 

اترك رد