نتأرجح على كفّ التأويل…بثينة هرماسي

منبر العراق الحر :

تلك الحروف التّي في حلقك تتعرّق ..
لم تعد تروي عطشك ..
وتلك الكتابة الحبلى بالغيوم
و حبر الوعود ..
أجهضت نفسها
كي لا تمدّ القرابين نشوة للواردين ..
على حبل الوريد تراقصك المعانى والرموز ..
يجثم على صدرك التّعب
و لهاث العابرين على سناج القلوب
يضيع عن ملامحك التّعبير
وأنت تستعير لأصابعك الذّهول
وهي تدور مربتة على نهود لغة،
تنفر في جحود من قميص مقاصدها وتنفر عن مقاصدك ..
لغة تفكّ أزرار غلالتها لتنفلت حلمتها من فجوة اصابعك منتصبة لاثارة الاسئلة ..
– هل ستفي مجازات العبور
لِكُنْهِ خيبة الشّبق ؟
هل ستفي الغواية بمبلغها ؟
هل سيفي الجواب بغلمة
للسؤال؟
أينما تولّي وجهك سيهبّ خيالك
بِنَايات قصب منتصبا
على خصر الدلالات والمفاهيم ..
أينما تولّي وجهك ،،
سيعزف خيالك بصور ناطقة لغيّ
ينصب للدّهشة فخاخا
ليواقعها في هزّة جماع وأنين ..
هناك ..
في باحة الخلق سيبلغك وجع
المخاض ..
وجع فقَدَ ضرس الحكمة
و شدّ حبل الجنون
هناك ستتضح رؤاك ..
وصوتك الذّي يأتي لينخر على وجنة الكئابة جدار الصدّ،،
لن ينحبس في نفق لا تبلغه الحساسين ورهبة النّور ..
أنت هناك ..
وأنا هنا ..
نتجاذب أطراف الحلبة
أنا أكتب..
وانت تقرؤني
أنت تقرأ ..
و أنا أكتبني ..
أنت هناك ..
و أنا هنا ..
بين القراءة والكتابة
نتأرجح على كفّ التأويل ،
بين القراءة والكتابة
أطفو على سقف خيالي لأراك ..
وأغرق اغرق على يد فهمك
فيزهر الغموض بالقصائد .
بثينة هرماسي

اترك رد