حياة تشذبها عقارب الزمن … طالب الكناني

منبر العراق الحر :

أُعاند لا أعاند لست أدري

و أدري إنما الدنيا ابتلاء

و أعلمُ علم نابهةٍ بأنِّي

وكلُّ الناس يحكُمنا الفناءُ

تَرَيَّث قبل أن تبني قصورا

من الأحلام و الدنيا خواءُ

و جمِّل حُسنَ خاتمةٍ بسهمٍ

و خير السهم من فيه الرجاءُ

يتيهُ المرءُ في الأحلام عمرا

و كلُّ العيش في الدنيا هباءُ

سوى الأعمالِ ما ربحت بفكرٍ

و يُكتَب للَّتي ترقى البقاءُ

حيال الأمر قد كُتِبَتْ شروحٌ

ليأتي الصفحُ عنها ، والعداءُ

فلا فكرٌ يُقزِّمُ قَدْحَ فكرٍ

و حسبي، من أتى منه الدواءُ

لمن أرمي بضائقتي و همّي

إذا ما الكل يفنيهِ القضاءُ ؟

و عين الناس لما صار تبكي

لأمر الفقدِ كيف لي الرجاءُ؟

و ماذا بعد أن صارت هباءً

مرامينا و هل نَفَعَ البكاءُ ؟

نعيتُ النفس من تقدير نفسي

و حيث العيش ليس له بقاءُ

و لكنْ كل ما آتٍ سيبقى

رهينَ الخُلد لو بقي الوفاءُ

أنا و الخلد في ظلمات بحرٍ

فلا بصرٌ و لا حتى الضياءُ

أفق يا أيها الكهلُ المعنّى

و قد قلت الذي منه الشقاءُ

سيُفنى في البسيطة كل شئ

و قد تُفنى البسيطةُ والسماءُ

حيال الأمر قد أوفيتَ حرفًا

و هل حرفٌ سيُفحِمُ من أفاؤوا؟

وهل لو أن ما تُحيي ، شُعاعٌ

سيُنسَبُ قدْرُهُ فيمن أضاؤوا

لعلَّ السبُعَ ليس له عرينٌ

غضنفر إنما حَكَمتْ جراء

====================================

اترك رد