منبر العراق الحر :
أُعاند لا أعاند لست أدري
و أدري إنما الدنيا ابتلاء
و أعلمُ علم نابهةٍ بأنِّي
وكلُّ الناس يحكُمنا الفناءُ
تَرَيَّث قبل أن تبني قصورا
من الأحلام و الدنيا خواءُ
و جمِّل حُسنَ خاتمةٍ بسهمٍ
و خير السهم من فيه الرجاءُ
يتيهُ المرءُ في الأحلام عمرا
و كلُّ العيش في الدنيا هباءُ
سوى الأعمالِ ما ربحت بفكرٍ
و يُكتَب للَّتي ترقى البقاءُ
حيال الأمر قد كُتِبَتْ شروحٌ
ليأتي الصفحُ عنها ، والعداءُ
فلا فكرٌ يُقزِّمُ قَدْحَ فكرٍ
و حسبي، من أتى منه الدواءُ
لمن أرمي بضائقتي و همّي
إذا ما الكل يفنيهِ القضاءُ ؟
و عين الناس لما صار تبكي
لأمر الفقدِ كيف لي الرجاءُ؟
و ماذا بعد أن صارت هباءً
مرامينا و هل نَفَعَ البكاءُ ؟
نعيتُ النفس من تقدير نفسي
و حيث العيش ليس له بقاءُ
و لكنْ كل ما آتٍ سيبقى
رهينَ الخُلد لو بقي الوفاءُ
أنا و الخلد في ظلمات بحرٍ
فلا بصرٌ و لا حتى الضياءُ
أفق يا أيها الكهلُ المعنّى
و قد قلت الذي منه الشقاءُ
سيُفنى في البسيطة كل شئ
و قد تُفنى البسيطةُ والسماءُ
حيال الأمر قد أوفيتَ حرفًا
و هل حرفٌ سيُفحِمُ من أفاؤوا؟
وهل لو أن ما تُحيي ، شُعاعٌ
سيُنسَبُ قدْرُهُ فيمن أضاؤوا
لعلَّ السبُعَ ليس له عرينٌ
غضنفر إنما حَكَمتْ جراء
====================================