منبر العراق الحر :
الصبر كشّر عن أنيابه، انعدم وجوده، مات وهو يسترق السّمع، لاختلاجات قلب اشتعل فيه حنين، حنينٌ لا تحتملُ آلامَه وحوشُ القفار.
أيها الممتلئ بعدا، ، يا من أتقنت في تكديس المواجعِ على خطوط أسطر روحي، حتى أذنت لسوط الفراق أن يجلدَها، أخبرِ المسافاتِ، بأنّ ألمَ الرّوحِ يستنجدُ بألمِ الجسد ، لعلّه يكسرُ صوتَ الذّكرياتِ .
أيّها الممعنُ في اصطيادِ المسافاتِ رحيلًا، سأجمعُ عطرَكَ من شتاتِ أحلامي، ومن لاوعيي، سأذيبُ حرارةَ الحنين، ليفقدَ المحرّمُ رُشْدهُ فيميت في الصّدرِ الأنينَ. وأنت تبتعد غائصا في بحور البعد، سأسترسلُ في حياكةِ ديواني، الكلمات من عسجدٍ، والمعاني من حرير .
أيتها النفس الوثابة إلى اقتناص النور من شمس غفت على صدر غيمة، ما بالك تغفلين؟ انهضي وتوقي إلى حمل أثقال عمالة طفل، إلى التخفيف عن جراح كليم، إلى رتق آلام من خاطت العناكب أفواههم بخيوط مساغبَ، إلى مناشدةِ ضمائرَ شيّدت سورَها على أذرعِ القهر؟ أم أنك يا نفسُ تتغافلين؟ بنورِكِ تحدّي الظلمةَ، انبتي شجرةً، وإن في أرض بور.
أيها اليأسُ المدمّر للأحلامِ، أنا الأملُ، سأتحدّاك، فمنّي تنبجسُ الينابيعُ، وإن من بعد قحط، فورتي أكسدتُها بخارٌ، من حرارته تُشتقّ معاني التمرّد على كلّ ما يعيقُ انبعاثاتي، حينَ تمرّد
سأرسمُ لوحاتي بأهدابِ السّهرِ مدنًا ورديةً، سأغدو كخيّالٍ جوادُهُ يسابقُ الرّيحَ فيصهل حياةً، فلا تشاكسْه حينها يا يأسُ، كي لا يمزقَك جموحُه.
سامية خليفة
