طواويس الوتساب …..كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر :
كل ما نشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام وغرف الوتساب بشكل عام هو تراكم يومي لمواقف وظواهر مكررة لفضائح ومزايدات وتصريحات وتشهير اخلاقي وانحطاط وتفسخ قيمي وطرق جديدة في الابتزاز من خلال نشر الوثائق والصور. حتى وصلنا الى مرحلة تعميق الجهل وتجهيل ما تبقى من مجموعات هي بالاساس تعيش على حافات الجهل من اجل زيادة السيطرة لقيادة هذه التيارات.وفي ظل هذا الغرق العام وحالة التيه والعراقي يتطلع ان يتمسك بقشه من اجل انقاذ نفسه ‘ والغريق عادة لا يهمه شخصية المنقذ سواء كان كاهنا او مجرما لأنه مشغول بفكرة انقاذ نفسه وحقيقة الامر انه بحث في التوقيت والمكان الخطأ لأن المنقذ الحقيقي للانسان هو نفسه . المعرفة مثلا نوع من انواع الانقاذ ‘ المراجعة ‘ النقد الذاتي ‘ التفكير بالمستقبل ‘ المبادرة التضامن .. الخ كلها وسائل انقاذ حقيقية. لذلك علينا ان نتدبر ونفكر ونعقل ونتدارك انفسنا من اجل اعادة بناء الذات من جديد. لكن كيف نبني ونبدع ونغير مجتمع المستقبل ونحن نشاهد كل يوم احتفال بتأسيس منصة او غرفة من غرف الوتساب بعناوين براقة وملفتة ‘ زبائن هذه الغرفة خليط غير متجانس من عقول تجمع بين الاسطورة والخرافة والخبال والوعظ والحماقة والاستعراض والانتفاخ النفسي ‘ فهناك المحاور والمتربص والواشي والمُقَنّع الذي لا يحب ان يدخل بوجهه الحقيقي مع الاخرين . وبدل ان يكون الخطاب السائد في هذه الغرف هو خطاب تحليل وتفكيك حل مكانه خطاب الدعاية والصورة والغوغائية المسطحة والتشهير والتسقيط فضلا عن الاخبار السياسية المكررة والبائسة.هذه التفاصيل التي تحولت الى مطحنة كشفت التشوهات المجتمعية والنفسية والسياسية والازمات والصراعات التي قتلت كل الاحلام الوردية‘ بما في ذلك حلمك بالجلوس في مجموعة داخل تطبيق الوتساب دون ان تتعرض للمضايقة لا لشي الا لأنك تطرح افكاراً خارج صندوق القطيع. مثلاً : فكرة تجهيل الاتباع‘ او خداع المجتمع من خلال الاكاذيب والاوهام‘ او النقد الذاتي وحقائق تفسخ النظام السياسي او ايقاض العقول عبر التراكم النوعي‘ وقد يشكل دخولك لهذه المناطق المحرمة اضطراباً في المجموعة‘يتصاعد معه الصراخ والرفض والتشكيك‘ ويبدأ ( الغمز واللمز) والبحث عن هويتك السياسية والفكرية او مذهبك ومدرستك الثقافية التي تنتمي اليها.يظهر لك فجأة من يلوح بلائحة الضوابط وقوانين النشر في المجموعة ولأننا لم نؤسس الى فهم يقوم على خلق مساحات واسعة من الحوار والوضوح بل نؤسس الى نوع من التنازعات الوحشية والخلافات الوهمية وتفرض عليّ قانونك الخاص في حين انك تعمل بلا قانون وتزدهر بالفوضى والعبث والاضطراب والاقصاء والانغلاق وثقافة التفاخر والاستعراض والتباهي الاجوف.لا يمكن ان تتناسل هكذا وقائع وتنتشر بشكل مفاجيء بدون ان يكون لها تراكمات عميقة وقديمة من الاهمال واللامبالاة وتشجيع ثقافة الشعارات المزيفة والكاذبة والسطحية.لكي تقلب المعركة انت بحاجة الى خطاب اعلامي يحمل تقاليداً اخلاقية ومهنية رصينة والى تراكم نوعي من الخبرات والكفاءات والافكار الفتية والعصرية لا يمكن ان تتجاوز هذه الشروخ الفاضحة الا من خلال تراكم نوعي وولادة عقول جديدة وواعية.
٠

اترك رد