منبر العراق الحر :
قَبلَ القَصيدِ والحبِّ
كُنتُ النّسمةَ الّتي أَسكَنتِ العَواصفَ
وكنتُ المُزنةَ الّتِي …
سَكَبَتْ حبرَ قَصيدِها فوقَ الأَديمِ
قبلَ اِختراعِ البُحورِ.
…………..
كنتُ سندساً من الأَبجديّاتِ
يَنبثقُ البيانُ من نَبضِي كاِنْبثاقِ
الخمرِ من لبِّ العِنبِ.
وكنتُ أسراباً من الأقمارِ
تُضيءُ قبلَ اكتشافِ الضّوءِ.
………….
كانت أَغاريدُ شِفاهي طَليقةَ العَبقِ
تَهبُ المدارَ أَسرارَ التَّألُّقِ
وتُهدِي الجمالَ تَحَكُّماً بالجَمَالِ.
……………
قبلَ القصيدِ والحبِّ
كنتُ اِبتساماتِ الزُّهورِ وعِطرَها
أُسابقُ النًَدَى على البوحِ في بسَاتينِ
الصَّباحِ.
…………..
كنتُ أَنسُجُ أسرارَ الحبِّ تعويذةً
وأَسكبُها في العَجزِ بلسَما
وكانت شكوايَ منهُ إليهِ من أَزَلِ
الهَوَى.
……………..
كانَ حُبّي كأسَ عاشقةٍ
رتّلَ على نَخبِها عرشُ الحبِّ
وأَسلَمَ
كان حُبي سجّاناً مُغْرِياً
يَغوِينِي كعاشقةٍ
أَغنى أَفانينَ العبيرِ
وأَلهَمَ.
…………….
كان حُبّي ناريّاً كآلامِي
صَقيعاً كسَنواتِ العِجافِ بِموطِني
فكيفَ أَستَرِدًُنِي من مواقدِ حُبٍّ
أَحرقَنِي، وأَغرَقَ قلبِي بالآثامِ؟!
………………ميساء علي دكدوك